ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن السلطات العراقية تستعد اليوم الأربعاء لمواجهة جولة جديدة من الاحتجاجات العنيفة لاسيما بعد أن قتلت قوات الأمن 6 متظاهرين على مدار اليومين الماضيين أثناء احتجاجات غاضبة هزت مدينة البصرة؛ بسبب انعدام الخدمات الأساسية وفساد الحكومة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني إن أحداث العنف الأخيرة أثارت دعوات لشن مظاهرات تضامنية في جميع أنحاء البلاد مع سعي الناشطين في الوقت ذاته لإحياء حملة بدأت في أوائل يوليو الماضي للتنديد باستمرار قطع الكهرباء، واستعمال المياه غير الصالحة للشرب وانتشار البطالة وتنامي الإحباط إزاء فشل المنظومة السياسية في تعيين حكومة جديدة منذ ما يقرب من أربعة أشهر بعدما أجريت الانتخابات الوطنية.
وأوضحت أن توقف عملية الانتقال السياسي دفع الولايات المتحدة وإيران نحو المزيد من المساومات التي لا يمكن التنبؤ بها وهو ما تسبب في منع أي فائز واضح من الظهور، مما شل حركة البرلمان الجديد بعد يوم واحد فقط من عقده لأول مرة يوم أمس الأول.
وبدوره أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يسعى لولاية ثانية بمساندة واشنطن بفتح تحقيقات في مقتل أحد المتظاهرين الذي يبدو أنه قتل بنيران حية في وقت متأخر يوم أمس الأول في البصرة.
وفي السياق ذاته .. أعرب الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق يان كوبيس عن قلقه البالغ بشأن حصيلة القتلى في البصرة ، مناشدا السلطات تجنب استخدام القوة ضد المتظاهرين وتوفير الحماية اللازمة لأهل البصرة .. داعيا المشرعين العراقيين المنتخبين حديثا إلى وضع الخلافات جانبا وتسريع العمل نحو تشكيل حكومة جديدة.
وقال كوبيس :"إن الاستقرار طويل الأجل وتحسين الأداء الاقتصادي يسيران جنبا إلى جنب، ومعالجة هذه التحديات تقع على عاتق الزعماء السياسيين الذين يعملون معا من أجل الوحدة والعمل معا من أجل المصلحة الوطنية".
وأشارت الصحيفة إلى أن حدة التوتر زادت هذا الأسبوع عندما اجتمع البرلمان العراقي للمرة الأولى أمس الأول في أعقاب إعادة فرز أصوات الناخبين في مايو الماضي وسط اتهامات بالتزوير حيث طالبت كتلتان بأغلبية مقاعد البرلمان مما أدى إلى تصاعد النزاع السياسي والفشل في انتخاب رئيس جديد كما هو منصوص عليه في الدستور.
وفي خضام المشهد المعقد رأت "واشنطن بوست" أن الولايات المتحدة وإيران تمتلكان الحصة الأكبر في كيفية تدبير خروج لائق من الأزمة رغم أن واشنطن تمسك باليد الأضعف.
وأبرزت الصحيفة أن العبادي شكل تحالفا مع مقتدى الصدر وهو معارض شرس للولايات المتحدة ، والذي برز نجمه عام 2004 كرمز مهم في صفوف مقاومة الغزو الأمريكي للعراق ورغم أن معارضته للقوات الأمريكية انخفضت بشكل كبير إلا أن انتقاداته للإدارة الأمريكية لم تنخفض.
وإلى جانب ذلك، عارض الصدر نفوذ طهران في العراق لكنه احتفظ في الوقت ذاته بعلاقات ودية مع قادة السياسة والدين في إيران.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إن الحكومة القادمة في بغداد عليها أيضا التوازن بين الحاجة إلى المزيد من الدعم الأمني الأمريكي للحيلولة دون ظهور جماعات متطرفة جديدة وبين الحفاظ على العلاقات التجارية مع إيران ، في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى عزل إيران دوليا من خلال تجديد العقوبات بسبب برنامجها النووي.