أطلق التحالف اليمنى لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد)، على هامش أعمال الدورة الـ 39 لمجلس حقوق الإنسان بمدينة جنيف السويسرية، التقرير النصف السنوى للانتهاكات التى طالت المدنيين فى مختلف المدن والمحافظات اليمنية خلال الفترة من 1 يناير وحتى 30 يونيو 2018م الجارى.
وذكر المدير التنفيذى للتحالف اليمنى مطهر البذيجى فى الندوة التى نظمها (تحالف رصد) والتى ادارها الدكتور إبراهيم العدوفى، أنه تم رصد مقتل 1224 مدنيًا وإصابة 1220 أخرين بينهم نساء وأطفال ومسنين خلال لفترة من 1 يناير وحتى 30 يونيو 2018 عبر القتل بالهجمات والقصف العشوائى وأسلحة القناصة والأسلحة الفردية المباشرة والقتل بالاغتيالات والإعدام غير المشروع والموت تحت التعذيب والقتل بسبب الألغام.
وأوضح البذيجى أن من بين القتلى 232 طفلا و129 امرأة و69 مسنا وتصدرت محافظة تعز قائمة الضحايا ب (367) قتيلا
وفى الحديدة (226) ومحافظة اب (74) والضالع (62 ) والبيضاء (61)، معتبرًا مليشيا الحوثى الانقلابية هى الفاعل الأبرز لتلك الانتهاكات المرتكبة.
وأشار إلى أنه تم رصد مقتل 182 مدنيا بسبب الألغام الفردية والعبوات الناسفة بينهم 41 طفلا و24 امرأة و11 مسنا وإصابة 138 مدنيا بينهم 19 طفلا و15 امرأة و4 مسنيين، ومقتل 34 يمنيا فى عمليات إعدام غير مشروعه، ووفاة 36 بسبب التعذيب والمعاملة القاسية فى اماكن الاحتجاز، محملًا مليشيا الحوثى الانقلابية مسؤولية مقتل 25 منهم و10 تنظيمات متطرفة مثل القاعدة.
ولفت إلى رصد واعتقال واختطاف (1067)بطرقة غير مشروعة بينهم (42)طفلا و(23) امرأة و(230) سياسيا وناشط حزبى (32) حقوقيا و(17) إعلاميا نالت صنعاء النصيب الأكبر من تلك الانتهاكات برصيد 152 تلتها المحويت 124 البيضاء 111 تعز 87، مشيرًا إلى انه تم تسجيل تعذيب (199) محتجزا فى سجون خاصة وسرية تشرف عليها المليشيا الحوثية فى امانة العاصمة ومحافظات البيضاء واب وصعدة وحجة والحديدة وذمار وصنعاء بينهم 107 سياسين و4 إعلاميين وحقوقيون.
وأكد البذيجى أن مليشيا الحوثى الانقلابية جندت 848 طفلا وتصدرت محافظة صنعاء القائمة تلتها عمران ثم حجة ثم ذمار 107 ثم صعدة.
وطالب المدير التنفيذى للتحالف اليمنى لرصد انتهاكات حقوق الإنسان مليشيا الحوثى بوقف الهجمات العشوائية وهجمات القناصة والمسلحين الذين يتبعونها ضد السكان المدنيين والأحياء السكانية، والتوقف الفورى عن زراعة الالغام بمختلف أنواعها، والتحقيق فى كل جرائم الاعدام غير المشروعة وجرائم التعذيب المفضى إلى الموت ووقف كل تلك الأعمال وحوادث القتل الأخرى، وإطلاق سراح كافة المحتجزين تعسفيًا والمختفين قسريًا وتسريح كافة الأطفال المجندين فى صفوفها والتوقف عن حشد مزيد من الأطفال أو تجنيدهم فى قواتها العسكرية.
كما طالب لجنة الخبراء التابعة لمجلس والخاصة باليمن رصد ودراسة حالة حقوق الإنسان فى اليمن بحيادية واستقلالية، والعمل على الوصول إلى كافة الاراضى اليمنية التى تشهد انتهاكات واسعة بحق المدنيين كمحافظة تعز، وإبلاغ ذلك إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان بما من شأنه تعزيز احترام وحماية حقوق الإنسان، داعيًا مجلس الأمن الدولى الزام ميليشيا الحوثى وكافة الاطراف اليمينة بتنفيذ قرارات المجلس المتعلقة باليمن وحث كل الاطراف على التحقيق فى كل ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان والسماح للمنظمات الوطنية ووسائل الإعلام بالعمل فى كافة المناطق اليمنية دون عراقيل.
وأكدت المحامية والناشطة الحقوقية هدى الصرارى، مقتل (226) مدنيا خلال النصف الأول من العام الجارى بمحافظة الحديدة بينهم (46) طفلا و( 49) امرأة، وأصيب (164) أخرين بينهم (39) طفلا و(30) امرأة، بالإضافة إلى تهدم وتدمير عدد (75) منشأة خاصة ما بين منازل وسيارة وغيرها وتضرر (46) منشأة عامة توزعت بين مرافق صحية وتعليمية ومرافق خدمية ومقرات حكومية وخزانات مياه عامة.
وأشارت الصرارى، إلى أن فريق تحالف رصد بمحافظة الحديدة سجل خلال الفترة ذاتها (102) حالة اختطاف واختفاء قسرى وتعذيب تعرض لها مدنيين بالإضافة إلى حالة وفاة تحت التعذيب داخل سجون المليشيا، وتعرض (139) مدنيًا للقتل والإصابة من الألغام التى زرعتها مليشيا الحوثى بينهم نساء وأطفال.
واستعرض عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين نبيل الأسيدى واقع حرية الرأى والتعبير فى اليمن فى ظل الانتهاكات المستمرة التى ترتكبها المليشيا الانقلابية، متطرقًا إلى الأوضاع الصحية المتدهورة لعدد من الصحفيين المعتقلين فى سجون المليشيا الانقلابية.
وأكد الأسيدى، على أن نقابة الصحفيين رصدت 100 حالة انتهاك ضد الصحفيين خلال النصف الأول من العام الجارى 2018 م والتى تمثلت فى الاختطافات والاعتقالات، والاعتداءات والتحريض والتهديد، والمصادرة والنهب، والمحاكمة والحجب والقرصنة والتعذيب وإيقاف الرواتب ومنع التغطية وإيقاف وسائل إعلام والقتل.
وأشار إلى كارثة 9 يوليو المتمثلة فى محاكمة عدد من الصحفيين المعتقلين فى سجون المليشيا، لافتًا إلى أن إحالة الصحفيين إلى نيابة أمن الدولة تعتبر جريمة جديدة تضاف إلى جرائم الاعتقال والإخفاء القسرى والتعذيب والانتهاكات التى ارتكبت بحق الصحفيين المختطفين، مجددًا رفض النقابة أى تحقيقات أو محاكمة للصحفيين امام قضاء مستلب ومحكمة غير متخصصة ولا نعترف باى محاكمة أو تحقيقات فى هذا السياق.
وطالب عضو مجلس نقابة الصحفيين المجتمع الدولى بتحمل مسؤولياته تجاه الحرية الصحفية فى اليمن وحماية الصحفيين وتفعيل قرارات عدم الإفلات من العقاب ضد منتهكى حرية الرأى والتعبير والضغط على كل جهة قامت بالانتهاكات من اجل الإيقاف الفورى عن الممارسات الخاطئة ضد الصحفيين وإطلاق سراحهم فورًا دون قيد أو شرط.
وأكدت الناشطة وفاء الصغير أن تداعيات الحرب التى فرضتها المليشيا الحوثية الانقلابية انعكست على الإنسان اليمنى بشكل عام، مشيرة إلى أن المرأة اليمنية تحملت العبء الاكبر بحكم مسؤولياتها الاجتماعية، وأن المرأة تواجه العديد من المخاطر التى تهدد حقها فى الحياة وتعرضها للتشريد والتهجير والمداهمات وغيرها من الانتهاكات، مشيرة إلى أن أكثر من 1655 امرأة سقطن بين قتيل وجريح منذ بدء الحرب التى شنتها المليشيا الحوثية.
ولفتت إلى ما تقوم به الزينبيات المواليات للفكر الحوثى من عنف ضد المرأة، مشيرة إلى أن ناشطات عن شبكة إعلاميون من أجل مناصرة قضايا المرأة رصدت ما يزيد عن 30 انتهاك طال نشاطات وإعلاميات ونساء تنوعت بين تعرضهن للتوقيف والتفتيش والقتل والاختطاف والقنص والضرب والملاحقة والتهديد، داعية إلى مضاعفة الجهود لدعم المرأة اليمنية ومساندتها وتعزيز دورها فى جميع مستويات ومراحل السلام.