قال جهاز الأمن الوطنى فى جنوب السودان، إن سجناء فى مركز اعتقال فى جوبا عاصمة جنوب السودان، جردوا حراسا من أسلحتهم وسيطروا على جزء من المركز فى وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، فيما قال أحد المعتقلين إن من قاموا بهذا العمل سجناء سياسيون يسعون لنيل حريتهم.
وقال بيان صدر عن جهاز الأمن الوطنى إن الأزمة بدأت عندما تعدى السجين الكابتن كيربينو ول على أحد حراس مدخل مركز الاعتقال واستولى على سلاحه حوالى الساعة الواحدة صباحا (2200 بتوقيت جرينتش أمس السبت).
وقال ول لرويترز عبر الهاتف من مركز الاعتقال "لقد سئمنا ونحتج على انعدام العدالة والظلم بشكل ممنهج. يتعين الإفراج عن كل المسجونين السياسيين أو محاكمتهم بعدالة. عدم إجراء المحاكمات أمر غير قانوني".
وحدثت واقعة التمرد فى مركز الاعتقال الواقع داخل مقر جهاز الأمن الوطنى المسمى البيت الأزرق، وقال الجهاز إن ول "حشد المجرمين داخل المركز وشكل قوة من 15 فردا وسيطر على جزء من مركز الاحتجاز حيث استخدم السجناء دروعا بشرية لحمايته من قوات الحماية التابعة لنا".
وجرد المعتقلون لاحقا خمسة حراس آخرين من أسلحتهم. وذكر جهاز الأمن الوطنى أنه يوجد فى حوزة المعتقلين حاليا 32 مسدسا وبعض السكاكين.
وأضاف أن السلطات اختارت "التفاوض مع الكابتن كيربينو بشأن تجريده من سلاحه بدون عنف حفاظا على سلامة باقى السجناء".
وانزلق جنوب السودان لحالة من انعدام الأمن والصراع منذ عام 2013 عندما تفاقمت الخلافات السياسية بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار وتحولت إلى مواجهة مسلحة ثم إلى حرب أهلية.
وفى الشهر الماضى وقعت حكومة كير اتفاقا للسلام مع معارضيه فى محاولة لإنهاء الحرب التى شردت ربع سكان البلاد البالغ عددهم 12 مليون نسمة ودفعت بالاقتصاد للانهيار.
وفى الأول من أكتوبر تشرين الأول قال أتينى ويك أتينى المتحدث باسم الرئيس لمحطة تمازج الإذاعية المحلية إن السلطات أفرجت عن كل السجناء السياسيين بموجب بنود اتفاق منفصل، وأبلغ ول رويترز أنهم توصلوا إلى اتفاق مع السلطات.
وقال "توصلنا إلى اتفاق مع الحكومة على التخلى عن سلاحنا... نطالب حاليا بمحامين ومحاكمات عادلة. ونخشى الآن من تعرضنا للتعذيب".