اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن الانسحاب الروسى من سوريا مؤخرا هو إنسحاب جزئى كبير - حسب وصفه -.
وقال نصر الله -فى حديث الليلة مع قناة الميادين المقربة من سوريا وإيران والتى تتخذ من بيروت مقرا لها – إن روسيا أرسلت قوات كبيرة إلى سوريا بعد حادثة إسقاط تركيا لإحدى طائراتها، مشيرا إلى ان إرسال قوات بهذا الحجم لم يكن مقررا من قبل، حسب قوله.
وأضاف" لكل الذين حللوا نقول ما يحتاجه الميدان فى سوريا من قوة جوية روسية ما زال موجودا، والرئيس الروسى فلاديمير بوتين أعلن أنه إذا احتاج الأمر إرسال قوة جوية فسيرسلها خلال ساعات".
واستدرك قائلا "نحن لم يتم التشاور معنا بشأن هذه النقطة ولكن أخذنا علما بهذا القرار قبل تنفيذه.
وشرح موضوع مجئ القوات الجوية الروسية إلى سوريا من وجهة نظره، قائلا "إن قوة روسية جاءت ضمن تصور عسكرى معين لاستعادة مناطق وتغيير المعادلة ولكى تواكب عمليات الجيش السورى وحلفائه، ولكن عندما أسقطت تركيا الطائرة الروسية حدث تهديد روسى بمنع خرق أى طائرة تركية للأجواء السورية.
وأضاف "كان يمكن أن يحدث صدام تركى روسى، وهذا الأمر دفع بموسكو أن ترسل قوة عسكرية لم يكن مقرر لها أن تأتي، الأتراك التزموا ضوابطهم وتم معالجة الموضوع وتهدئته، والان لم يعد هناك حاجة لبقاء هذه القوة.
وقال نصرالله" إن النقاش بين الدول الثلاث (روسيا ، إيران ، سوريا) كان على مستوى القيادات العليا ووزارات الخارجية ورئاسات الأركان، وتم تشكيل غرفة عمليات وطوارئ فى بغداد فيها ممثلون عن العراق وروسيا وإيران وسوريا نتيجة النقاشات.
وأضاف "نحن (أى حزب الله ) يأخذ رأينا وطرف فى هذا التشاور، فالإيرانيون والسوريون يتشاورون، وهناك اتصال مباشر مع روسيا، ولكن لا ندخل معها فى نقاشات عسكرية سياسية استراتيجية"، وأردف قائلا "نحن دورنا مساعد ولا ندعى أكثر من ذلك".
وقال نصرالله" إن البعض فى العالم يتعامل مع القرار الروسى بالمجيء إلى سوريا على أنه قرار مفاجئ، ولكن هذا الأمر كان يناقش مع القيادة السورية والإيرانية ونحن كنا على اطلاع بهذه النقاشات، بوتين عندما أخذ قراره بالدخول إلى المعركة لم يكن قرارا مفاجئا لإيران أو لسوريا، بل نوقش على أعلى مستوى".
واعتبر أن إيران تريد حلا سياسيا فى سوريا وكذلك القيادة السورية، ولكن الطرف الآخر كان يرفض بشدة،حسب زعمه.
ورأى أن الأمريكيين عجزوا وفشلوا فى سوريا، وأيقن الأمريكيون أنه بالوسائل العسكرية لا يمكن الوصول إلى حل فى سوريا، والبديل على الأرض هو داعش والنصرة.
وفيما يتعلق بالاتصالات الروسية مع إسرائيل .. قال إن بعض المحليين السياسيين انتقدوا حزب الله لأن موسكو تتواصل مع إسرائيل، مشيرا إلى أن روسيا دولة كبيرة وإحدى القوى العظمى لها علاقاتها ومصالحها تتقاطع مع قوى إقليمية ، قائلا "لا نصنف روسيا بأنها جزء من محور المقاومة وهى لا تصنف نفسها بذلك".
واستدرك قائلا "أما فى سوريا فنحن وإيران وروسيا فى موقع واحد فى مجمل المعركة وفى التواصل على مختلف الجبهات نشعر أننا فى موقع واحد."