اتهم العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، السلطات التركية بإرسال الإرهابيين الى أوروبا، وذلك خلال اجتماعه مع عدداً من أعضاء الكونجرس الأمريكى وكبار السياسيين فى واشنطن بمن فيهم السيناتور جون ماكين، وفق موقع "ميدل إيست آى" البريطانى.
وقال الموقع البريطانى، أن الملك الأردنى أكد أن تدفق الإرهابيين إلى أوروبا هو جزء من سياسة تركيا، فهو من ناحية صفعة، ومن الناحية الأخرى محاولة للخروج من الورطة، وذلك فى إشارة من الملك عبد الله إلى أن أنقرة تحاول استغلال أزمة اللاجئين ودخول الإرهابيين إلى أوروبا من أجل تحقيق مصالحها.
وخلال اللقاء الذى نشر تفاصيله الموقع البريطانى سأل أحد أعضاء الكونجرس الملك الأردنى: "هل صحيح أن تنظيم داعش كان يُصدر النفط إلى تركيا؟"، رد الملك قائلاً "بالتأكيد".
ولفت الموقع البريطانى فى تقريره إلى أن لقاء الملك عبد الله الثانى مع عدد من أعضاء الكونجرس والسياسيين فى واشنطن تم فى منتصف يناير الماضى، أى فى الفترة ذاتها التى ألغى فيها الرئيس أوباما لقاءه مع الملك الأردنى فى البيت الأبيض.
وبحسب الصحيفة فإن الملك عبد الله الثانى كان يشرح ما يعتقد بأنه يمكن أن يحرك ويؤثر فى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حيث قال الملك عبد الله إن "أردوغان يؤمن بالحل الإسلامى الراديكالى لهذه المنطقة..تركيا بحثت عن حل دينى فى سوريا، فى الوقت الذى نبحث فيه نحن عن العناصر المعتدلة فى جنوب سوريا، حيث إن الأردن يدفع باتجاه خيار ثالث، لا يتيح المجال للخيار الدينى".
وأضاف الملك "واصلنا العمل على حل المشاكل التكتيكية ضد تنظيم داعش، لكن تظل القضية الاستراتيجية.نحن نسينا المسألة بأن الأتراك ليسوا معنا استراتيجيا فى هذا الأمر".
وتابع الملك الأردنى فى حديثه الخاص أمام السياسيين الأمريكيين، أن "تركيا لا تقدم فقط الدعم للمجموعات الإسلامية في سوريا، وإنما أيضاً تسمح للمقاتلين الأجانب بالمرور إلى هناك، كما أنها تقدم المساعدة للمليشيات الإسلامية فى كل من الصومال وليبيا"، وفقاً للصحيفة.
وتابع العاهل الأردنى: "التطرف يتم تصنيعه فى تركيا"، ثم سأل الملك المسؤولين الأمريكيين: "لماذا يقوم الأتراك بتدريب المقاتلين الصوماليين؟"، داعياً الأمريكيين إلى أن يسألوا رؤساء كل من ألبانيا وكوسوفو عن الأتراك، حيث قال إن البلدين يتوسلان لأوروبا لضمهم قبل أن يضمهم أردوغان.
وبحسب المعلومات التى ذكر الموقع البريطانى إنه حصل عليها، فإن وزير الخارجية الأردنى ناصر جودة كان حاضراً فى الاجتماع، وقال إن تركيا فتحت الباب أمام اللاجئين ليتدفقوا على أوروبا رداً على منعها من إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا.
وحسب الموقع البريطانى، فقد رفضت الحكومة التركية التعليق رسمياً على هذه التصريحات التى أدلى بها الملك الأردنى فى واشنطن.