حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى أثارتها تصريحات فلكى جزائرى زعم فيها وجود خطأ فى التوقيت المتبع أثناء عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتحدث الفلكى لوط بوناطيرو، فى ندوة أقامها منتدى "الحوار" الجزائرى، يوم الثلاثاء الماضى، عن "التوقيت الخاطئ" الذى عاشه الرسول - صلى الله عليه وسلم - طيلة حياته، بسبب طريقة حساب الأشهر القمرية، وبالتالى فالمسلمين فى عهده كانوا يصومون فى الشهور الخطأ.
وأضاف بوناطيرو، أن هذا الخطأ جاء بسبب أن التقويم المتبع قبل خطبة وداع الرسول ، كان تقويم مشابه كثيرًا لعملية تكبيس السنة التى تصبح 13 شهراً بدلاً من 12 كل عامين، وهو مشابهه لتقويم اليهود، حيث يتناوب كل سنتين 12 شهر يأتى بعدها سنة 13 شهر، مضيفا أن هذا الأمر معروف لدى الجميع ونجده فى مخطط العالم البيرونى - على حد وصفه
وتابع الفلكى قائلا "ظل العمل بهذا التوقيت الخاطئ – حسب مزاعمه - حتى قام عمر بن الخطاب – رضى الله عنه - بتشكيل لجنة وأعاد التقويم إلى مساره الصحيح، بحذف الشهر النسىء، قبل أشهر من وفاة الرسول.
وأوضح لوط بوناطيرو، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أشار إلى هذه النقطة فى خطبة الوداع، حينما قال "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهورعند الله اثنا عشر شهرًا فى كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، النسىء زيادة فى الكفر فاجتنبوه"،
وتابع قائلا "وانطلاقاً من هذا الخطبة التى كانت قبل وفاته بـ3 أشهر، بدأ المسلمون يفكرون فى إعادة التقويم الشمسى وأول من قام بهذا الأمر هو عمر بن الخطاب – رضى الله عنه - الذى جمع أشخاص متخصصين وطلب منهم تصحيح هذا التقويم وبدءوه من وقت هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة، ويدل هذا التصحيح على أن ما كان قبل خطبة الوداع هو تقويم خاطئ ونحن الآن نعيش فى التقويم الصحيح".
وأثارت تصريحات لوط بوناطيرو، موجة غضب رواد السوشيال ميديا، خاصة بعد انتشار تصريحاته على وسائل الإعلام، واعتبروه مجرد "باحث عن الشهرة"، عبر تقديم تحليلات "مستفزة"، مما جعله يقدم فيديو جديد، أمس الخميس، يوضح فيه تصريحاته، بشرح التقويم مرة أخرى والشهر النسىء الذى تسبب فى هذا التقويم الخاطىء، وأضاف أن "كلامه لا يعنى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- هو من تسبب فى هذا الخطأ، أو أن حياته كانت خطأً، بل هذه هى سيرورة الزمن، والرسول أتى ليصلح أخطاء الإنسانية ومن بينها التقويم الخاطئ لأن السنة الكبيسة التى تجعل عدد الشهور 13 شهراً هى من فعل اليهود، والعرب أخذوا طريقة التكبيس منهم منذ 200 عاماً قبل ظهور الإسلام"، وأضاف "هذه حقائق تاريخية ولا ينبغى علينا أن نندفع وراء العاطفة، والرسول لم يخطئ بل جاء ليصحح الخطأ".
بدورها، أصدرت جمعية العلماء المسلمين فى الجزائر، بياناً، رداً على تصريحات بوناطيرو الجدلية، قالت فيه، "ماذا يريد "بوناطيرو" بالضبط؟ بغض النظر عن "المبالغات"، فإن ما تحدث به الدكتور بوناطيرو، يبدو خطيرا للغاية، من حيث إنه يصف فترة النبىّ الأكرم صلى الله عليه وسلم - وهو النبىّ المعصوم الموحى إليه، والذى يتنزل عليه جبريل عليه السلام فى كل وقت وحين - يصف الدكتور بوناطيرو ذلك بأوصاف أقلها أنها لا تليق بمقام النبىّ - صلى الله عليه وسلم مثل قوله "عاش بتوقيت خاطىء"، فى حين أنه يصف حساباته بقول: " حساباتنا صحيحة ولا يمكن أن نخطىء"!!.
وأشار البيان، إلى أن الفلكى الجزائرى، تكلم مجدداً فى مسألة خطأ التوقيت فى صلوات المسلمين فى الجزائر، وإلى موضوعات أخرى ردّدها بين وقت وآخر، وأضاف البيان :" نطرح هذا الموضوع الحسّاس دون رد فعل، وإنما على سبيل إعلام الرأى العام وتنبيهه، وسيُناقش العلماء والمهتمون آراء هذا الرجل الذى لا ينفك يبحث عن إثارة الجدل، وصولاً إلى ما وصل إليه فى هذه "الخرجة "الأخيرة".
لوط بوناطيرو يقول إن الرسول صل الله عليه وسلم كان يصوم بتقويم خاطيء ...لا حول ولا قوه الا بالله pic.twitter.com/AW30uSKML0
— Ghanou (@Ghanou36777266) January 16, 2019
العالم الفلكي البروفيسور لوط بوناطيرو : عدد " أيام الأسبوع 6 ، و الصحابة كانو غالطين في رمضان و في مواقيت الصلاة !!! pic.twitter.com/1j5NKNJvYq
— خزناجي م (@kader02300) January 16, 2019