وجه الأمين العام للاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر "الحاج آس سى" رسالة للعالم، حكومات وشعوبا، حثهم فيها على حماية واحترام العمل الإنسانى، قائلا: "لدينا جميعا رسالة إنسانية واحدة، كل منا يؤديها فى موقعه، ولكن العمل الإنسانى الذى نقوم به يحتاج إلى أمن واستقرار لكى يتمكن موظفونا من القيام بمهمتهم، وهى مساعدة المحتاجين والمتضررين".. معربا عن أمله فى أن يحمل عام 2019 الاستقرار والسلام للعالم.
جاء ذلك فى حوار أجرته وكالة أنباء الشرق الأوسط مع الأمين العام للاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على هامش زيارته لمصر، والتى تعد الزيارة الأولى لأى أمين عام للاتحاد الدولى لمصر، حيث بدأها يوم 22 يناير الجارى وتنتهى اليوم، وقام خلالها الأمين العام بمقابلة وزيرى الخارجية سامح شكرى والتضامن الاجتماعى غادة والى، إلى جانب عدد من قيادات الجامعة العربية ومتطوعى جمعية الهلال الأحمر المصرى، كما قام بزيارة عدد من مشروعات الجمعية.
وقال "الحاج آس سى" أن زيارته لمصر جاءت تقديرًا للهلال الأحمر المصرى، ودوره فى تنمية المجتمع ومساعدة اللاجئين والمهاجرين من الدول المجاورة ودمجهم فى المجتمع المصرى وليس فى مخيمات خاصة بهم، وكذلك لتوثيق العلاقات بين الاتحاد الدولى والهلال الأحمر المصرى.. مشيرا إلى أنه ألتقى عددا من المسئولين المصريين وعلى رأسهم وزير الخارجية سامح شكرى ووزيرة التضامن الاجتماعى غادة والى، وتم بحث أطر التعاون المشترك بين الجانبين.
وبشأن آلية عمل الاتحاد خاصة فى الدول التى تعانى من عدم استقرار الأوضاع السياسية إلى جانب تداعيات التناحر على السلطة، أوضح الأمين العام أن الاتحاد يعمل مع الجمعيات الوطنية فى هذه الدول، فهى الأكثر قدرة على التعامل مع الأوضاع الإنسانية المتردية، حيث يتعاون الاتحاد مع جمعية الصليب الأحمر اللبنانى والهلال الأحمر السورى والهلال اليمنى، ويقدم الدعم التقنى والمساعدات العينى لدعمهم فى القيام بدورهم الإنسانى.. مشددا على أن الاتحاد وجمعيات الصليب والهلال الأحمر يلتزمون بمبادئ الاتحاد السبعة والتى أعلنت فى فيينا عام 1965، وتمثل الرابط بين جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الوطنية من جهة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من الجهة الأخرى.
وأضاف أن المبادئ التى تحكم العمل الإنسانى للاتحاد والجمعيات الأعضاء تعتبر بمثابة ميثاق عمل يمكن أن يهتدى به جميع من يرغب فى تقديم عمل إنسانى، ومن أهم هذه المبادئ عدم التحيز، الاستقلال، الخدمة التطوعية، الوحدة، العالمية.
وعن أهم التحديات التى تواجه العمل الإنسانى فى العالم، ذكر "الحاج آس سي" أن العمل الإنسانى يواجهه الكثير من التحديات فى مناطق الصراع إذ تتدنى نسبة الشعور بالأمن، ولا شك أن الموظفين الإنسانيين تواجههم مخاطر تتعلق بسلامتهم، لذا فنحن نحتاج إلى خلق نظام وآلية لكى يتمكن الموظفون من القيام بعملهم، وأن يكون هناك مكان ومساحة للعمل داخل هذه البلدان، حيث نواجه صعوبة بالغة فى الوصول إلى الأماكن الأكثر تضررا، وهذه هى الحقيقة وكل ما نستطيع فعله هو أن نزود موظفينا بالتقنيات الحديثة اللازمة حتى يتمنوا من أداء مهمتهم الإنسانية.
وبشأن برامج جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أشار الأمين العام إلى أن عملها لا يقتصر فقط على التدخل فى أوقات الأزمات والطوارئ، ولكن يمتد ليشمل تلبية احتياجات الفقراء المختلفة وفئات آخرى كالمرأة والشباب، وهو ما يجعل هذه الجمعيات الوطنية تصبح الشريك الأول للحكومات التى تدرك أهمية دورنا الإنسانى وعملنا القائم على مبادئنا الموضوعة.
وفى رده على سؤال بشأن الخطط المستقبلية لعمل الاتحاد، ذكر "الحاج آس سى" أن العمل الإنسانى يطور نفسه باستمرار حيث أن التقييم هو محور أساسى فى كل برنامج أو عمل نقوم به، ونأخذ بعين الاعتبار الدروس المستفادة ونصحح أخطاءنا ونطور آلياتنا.
جديرا بالذكر أن الحاج آس سى تولى منصب الأمين العام للاتحاد منذ عام 2014 وهو من السنغال، وقضى أغلب حياته العملية فى العمل الإنسانى حيث عمل لمدة 25 عاما فى منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز والملاريا والسل.
ويضم الاتحاد الدولى للصليب الأحمر والهلال الأحمر 190 دولة، مما يجعلها أكبر منظمة إنسانية فى العالم فى حالات الكوارث والحروب بدون تمييز، كما تقوم بأعمال تنموية لتقوية دور جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر الوطنية فى بلادها.