أوصى الحوار العالمي لسياسات السعادة وجودة الحياة، في ختام أعمال القمة العالمية للحكومات بدبي، بضرورة تضمين (جودة الحياة) في السياسات الحكومية، وإدراجها أيضا في آليات العمل الحكومي، وفي التشريعات، وعمليات التخطيط الاستراتيجي وتطوير الأداء في مختلف القطاعات.
جاء ذلك في التقرير العالمي لسياسات السعادة، الذي أصدرته منصة الحوار العالمي، في جلسة ختامية اليوم الثلاثاء، عقدت بمشاركة أكثر من 500 شخصية عالمية بينهم وزراء ومسؤولون حكوميون وعلماء وخبراء وممثلو منظمات دولية وشركات عالمية وخبراء ومختصون في مجالات السعادة وجودة الحياة.
وربط التقرير بين جملة من العوامل المؤثرة على السعادة وجودة الحياة، مشيرا إلى أن معدل نصيب الفرد من الدخل العالمي بلغ قرابة 17.500 دولار أمريكي عام 2018، وهو معدل مرتفع بالنسبة للعالم، لكنه لم يجد انعكاسا على مستويات السعادة وجودة الحياة العالمية.
وأشار التقرير إلى أن الشعوب تخصص نحو 10% من دخلها للرعاية الصحية، وترتفع هذه النسبة كثيرا في العديد من الدول، وتنعكس على صحة الإنسان إيجابا، إلا أنه لا يعزز بالضرورة مستويات السعادة وجودة الحياة.
وكشف عن وجود علاقة إيجابية بين جودة حياة الموظفين والإنتاجية، لافتا إلى أن الأدلة التجريبية أكدت أن ارتفاع جودة الحياة بمقدار نقطة واحدة يؤدي إلى زيادة بنحو 10% في إنتاجية الموظفين، وأن جودة حياة الموظفين ترتبط بشكل مباشر بالمقاييس الكلية للأداء، ويزداد عمق هذا الارتباط على نحو خاص في كلّ مؤشرات سعادة المتعاملين والدوران الوظيفي.
وفي قطاع التعليم، ذكر التقرير أن 53% من المعلمين الجدد يتركون مهنة التعليم خلال الأعوام الخمسة الأولى، رغم أن المعلمين يشكلون العامل الأهم في تعزيز إنجازات الطلبة، وانتمائهم، ورضاهم عن حياتهم، محذرا من أن ترك المعلمين لمهنة التدريس يتسبب في خسارة مدرسين جيدين، مؤكدا أهمية أن يعايش كافة المعلّمين تجارب وخبرات تركز على جودة الحياة.
من جهته، قال جيفرى ساكس مدير معهد الأرض في جامعة كولومبيا رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة في الأمم المتحدة رئيس المجلس العالمي للسعادة وجودة الحياة - في الجلسة الختامية للحوار- إن توجهات دولة الإمارات القائمة على وضع السعادة على رأس أولويات الحكومة يشكل دافعا للعديد من الدول للاستفادة من تجربة الإمارات ومنهجيتها في تخطيط وتنفيذ وتطبيق سياسات وبرامج السعادة وجودة الحياة.
وتطرق المجتمعون إلى عدد من المواضيع والقضايا، أبرزها آليات عمل المجلس لخدمة الحكومات في المستقبل فيما يتعلق بجهود تضمين مبادئ السعادة وجودة الحياة في تشكيل السياسات والتشريعات الحكومية.