أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردنى أيمن الصفدى، أن تاريخا طويلا من التفاعل العربى الأوروبى أثبت أن ما يجمع العالم العربى وأوروبا أكثر مما يفرقهما، وأن هناك ترابطا بين أمن المنطقة العربية واستقرارها وأمن القارة الأوروبية، وهو ما جعل من التعاون العربى الأوروبى وحل أزمات العالم العربى ضرورة لحماية أمن أوروبا ومعالجة تحدى اللجوء والهجرة المشترك.
وأعرب الصفدى ـ خلال كلمته اليوم الاثنين فى القمة العربية الأوروبية الأولى التى تعقد فى شرم الشيخ ـ عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسى على استضافة القمة وتنظيمها، وشكره لجامعة الدول العربية وللاتحاد الأوروبى على جهدهما.. كما نقل تحيات العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى إلى قادة الدول العربية والأوروبية المشاركين فى القمة، وتمنياته أن تكون محطة فارقة على طريق تعزيز الشراكة العربية الأوروبية، التى تستند إلى تاريخ طويل من التفاعل، ويجب أن تتطور فى ضوء ما يجمعهما من مصالح مشتركة.
وشدد الصفدى على أن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى هو أساس التوتر فى المنطقة بما سبب ويسبب من ظلم ومعاناة وانتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني، الذى تشكل قضيته قضيتنا المركزية الأولى، مشيرا إلى حل هذا الصراع على أساس حل الدولتين الذى ينهى الاحتلال، ويضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967، والتى تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وأن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل.
وقال وزير الخارجية الأردني" إن القدس - المدينة المقدسة عند المسلمين والمسيحين واليهود - هى كما يؤكد الوصى على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، الملك عبدالله الثانى "مفتاح السلام"، مشددا على أن المملكة ستستمر فى تكريس كل إمكاناتها لحماية المقدسات والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
وأضاف إن بلاده تثمن موقف الاتحاد الأوروبى الداعم لحل الدولتين وسياساته التى طالما سعت إلى تخفيف المعاناة وإيجاد الأمل، بما فى ذلك إدانته الاستيطان خرقا للقانون الدولي، ودعمه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مؤكدا أن المملكة تدعم كل جهد حقيقى فاعل ينهى حال الجمود الخطرة فى العملية السلمية، ويفتح الآفاق نحو السلام العادل والشامل، مشيدا بدعم الاتحاد الأوروبى أيضا للاجئين السوريين.
وأعرب الصفدى عن أمله فى أن يثمر مؤتمر بروكسل الثالث، المقرر عقده الشهر القادم، التزاما عمليا إزاء اللاجئين السوريين والدول المستضيفة لهم"، قائلا "رغم ظروفنا الاقتصادية القاسية، تستضيف المملكة مليونا وثلاثمائة ألف سوري، نشكر كل من دعم جهودنا لتوفير الخدمات الأساسية والعيش الكريم لهم، ونؤكد أهمية استمرار هذا الدعم، وأن توفير التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل للاجئين ليس واجبًا إنسانيًا فقط، بل هو تحصين لهم ضد الاستغلال من المتطرفين".
وأكد وزير الخارجية الأردنى ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسى للأزمة السورية وفق القرار 2254، ويقبله السوريون، ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها واستقلاليتها، ويتيح العودة الطوعية للاجئين، ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها ودورها.
وحول الوضع فى اليمن وليبيا، شدد الصفدى على ضرورة إنهاء المعاناة فى اليمن عبر حل سياسى وفق القرار 2216، والمرجعيات المعتمدة، مشيرا إلى أن التزام الحوثيين باتفاق (ستوكهولم) يعد خطوة مهمة على طريق الحل، وكذلك ضرورة التوصل لحل سياسى للأزمة الليبية يضع ليبيا على طريق إعادة البناء.
وبشأن العراق، قال الصفدي" إن دعم العراق فى مسيرة إعادة البناء والإعمار متطلب رئيسى لتدعيم استقرار المنطقة، مشيرا إلى أن العراق الشقيق حقق نصرا كبيرا على الإرهاب، وهو نصر للعرب جميعا.
وأوضح وزير الخارجية الأردنى أن استقرار المنطقة يتطلب أيضا أن تقوم العلاقات الإقليمية على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية، مشيرا إلى أن حل أزمات المنطقة يمثل أداة رئيسية فى الحرب المشتركة ضد الإرهاب، مؤكدا أن بلاده ستستمر فى تقديم الجهود المستهدفة للقضاء على الإرهاب، فى إطار التحالف الدولي.
واختتم الصفدى كلمته قائلا " إن الأردن يُؤمن أن فى شراكتنا مصلحة مشتركة، وسيبقى شريكا فاعلا ومبادرا لتأسيس تعاون عربى أوروبي، سيزيد قدرتنا فى بناء المستقبل الذى يكرس ثقافة الحوار والاعتدال، الذى يحل فيه الاستقرار محل التوتر، والأمل والفرص مكان اليأس والحرمان، ويسود فيه السلام الذى ننشد جميعا حقا لكل شعوبنا".