الأطفال فى تعز خاصة واليمن عامة، كان لهم النصيب الأكبر من تكلفة الحرب مع الحوثى، ومن أكثر الشواهد الدالة على ذلك قصة الطفلة آلاء التى أصابتها قذائف الحوثيين وهى مازالت تخطو عامها الثانى إنها قصة تقشعر لها الأبدان، فهى ضحية القصف العشوائى والإمكانيات الضعيفة فى المستشفيات التى خربها الحوثيون، وجعلوا منها مبانى خاوية من المعدات الطبية اللازمة لإنقاذ الحياة، حيث اخترقت الشظايا جسدها الواهن وهى تلعب داخل منزلها وقلة الإمكانيات الطبية قادت إلى بتر ساقها اليسرى..
كانت "آلاء"..أصغر شاهدة على جرائم الحوثيين فى محافظة "تعز" المحاصرة لعامها الرابع من قبل الحوثيين.
تبدأ القصة التى يرويها لنا وسام عبد الفتاح العبسى، والد الطفلة، وهو يعمل بوظيفة بسيطة فى ظل ظروف حياتية قاسية، "منزلنا يقع فى حى الثورة بمنطقة جبل الشماسى فى تعز وفى يوم 1 - 11 - 2017 فى تمام الساعة الثانية ظهرًا، كانت آلاء تلعب وتزحف فى المنزل كالمعتاد هى وأمها وأخوها، وحدث قصف بقذيفة هاون للمنزل المجاور واخترقت الشظايا نوافذ المنزل، وأصيبت آلاء بشظايا فى الساق اليسرى.
وتابع الأب، على الفور أسرعت من عملى وقد أظلمت الدنيا فى عينى وأخذناها إلى مستشفى الثورة حيث قاموا بعمل الإسعافات الأولية لإيقاف النزيف، وبعد ذلك تم تحويلها إلى مستشفى آخر والذى قرر فيه الطبيب إجراء عملية لساقها، وتم إدخالها إلى غرفة العمليات لمدة 6 ساعات، وقيل لنا إن العملية نجحت، لكن فوجئنا بعدها فى صباح اليوم التالى بالطبيب يبلغنا أن آلاء بحاجة إلى بتر قدمها اليسرى، ووقتها قدمها بدأت تتحول إلى اللون الأسود، رفضنا قرار الطبيب ببتر ساقها وأخرجناها لعرضها على مستشفى آخر، وفحصها الطبيب المختص بالشرايين والأوردة، وقال لنا: "للأسف تأخرتوا، لأن التروية انقطعت عن قدمها، وهذا هو سبب تحول لون ساقها للون الأسود، وتحتاج لإجراء عملية زراعة شريان وتكلفتها مليون ومائتا ألف ريال".
وأضاف الأب "نحن لا نمتلك أى شىء وحتى المستشفى روحنا لها بمساعدة أصدقاء لى، تركوا أسلحتهم كرها فى المستشفى لإكمال إجراءات العملية، وبالفعل أدخلت الطفلة إلى غرفة العمليات لمدة 4 ساعات، وخرج الطبيب ليفاجئنا بقوله إنه لم يتم إجراء أى عملية للبنت فى السابق، وإنه تم ربط الأوردة دون الرجوع لنا، وحاول الطبيب إنقاذها وقام بعمل أربع عمليات لآلاء، ولكن فى كل مرة يحدث تخثر للدم بطرف ساقها وينتج عنه نزف للعملية، وآخر مرة قرر الطبيب بتر قدمها حفاظا على بقية ساقها، علما بأن ساقها الأخرى فيها أربع شظايا، وتم عمل أربع عمليات مفتوحة وخياطتها.
الأب انتقل للحديث عن المعاناة تحت وطأة القصف الحوثى، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك ماء ولا كهرباء ولا وسائل للعيش، وكانت ولاتزال مدينة تعز تعانى الحصار المطبق، لا تستطيع أن تخرج من البيت بسبب المقذوفات من ميليشيات الحوثى التى لا تفرق بين مقاومة وبين المدنيين أو بين شيخ وصغير، فكل شىء يتحرك فى الشارع هو هدف للقنص من قبل الميليشيات، وحتى المساعدات الإنسانية للمدينة، كانت الميليشيات تمنع دخولها.
وأضاف "بعد حادث آلاء أغلق كل شىء بوجهى وبنتى الوحيدة بين أيدى ولا أستطيع أعمل لها شىء بسبب الظروف، ولا يوجد معى ما يساعدنى علشان أسافر بها وأعالجها.. أصعب شىء تقف عاجز قدام ضناك".
وأضاف "لقد عانينا كثيرا لنقص الكادر الطبى فى تعز، وأكد الأب، "آلاء واحدة بين العشرات من الأطفال الذين يدفعون ثمن حصار الحوثيين وقصفهمم العشوائى للمدنيين العزل".
وهذا ملخص قصة "آلاء" التى نشرت بانفراد ومؤخرا تابعنا الأب وتغمره فرحة كبيرة لاستعادة ابنته القدرة على الحركة ، قائلا "لقد استجاب مركز الملك سلمان وبادر بالاتصال بنا وعرض علينا التكفل بعلاج آلاء فى الرياض، وبالفعل سافرنا وأمضينا هناك ثلاثة أشهر حيث أجروا لها فحوصات طبية ثم حددوا مود إجراء العملية الجراحية لتركيب الطرف الصناعى، وتم تركيبه وأعقب إجراء العملية كورس تدريبات علاج طبيعى لها.