أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أن ما هو أخطر من الحروب التي اندلعت في بعض الدول العربية، المشاريع السياسية والصفقات التي تلوح في الأفق، وما تحمله من تهديد وجودي لدولنا وشعوبنا؛ مضيفا: "شرذمة المنطقة والفرز الطائفي يمهدان لمشروع إسقاط مفهوم الدولة الواحدة الجامعة لصالح كيانات عنصرية طائفية وفرض واقع سياسي وجغرافي جديد يلاقي ويبرر إعلان إسرائيل دولة يهودية".
واعتبر عون -في كلمة لبنان التي ألقاها بعد ظهر ، اليوم الأحد ، في القمة العربية في دورتها العادية الثلاثين المنعقدة في تونس- أن قرار الرئيس الأمريكى الذي يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، "لا يهدّد سيادة دولة شقيقة فحسب، بل يهدّد أيضًا سيادة الدولة اللبنانية التي تمتلك أراضٍ قضمتها إسرائيل تدريجياً، لا سيما في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، مشددًا على أن الملكية اللبنانية لهذه الأراضي مثبتة بالوثائق والخرائط المعترف بها دوليًا.
وشدد الرئيس عون "إننا إذا كنا راغبين فعلًا بحماية دولنا وشعوبنا والمحافظة على وحدتها وسيادتها واستقلالها، علينا أن نستعيد المبادرة، فنسعى مجتمعين إلى التلاقي والحوار ونبذ التطرف والعنف، وتجفيف منابع الإرهاب".
وتطرق رئيس الجمهورية في كلمته إلى ملف النازحين السوريين في لبنان، فأعرب عن قلقه من إصرار المجتمع الدولي "على إبقاء النازحين السوريين في لبنان رغم معرفته بالظروف السيئة التي يعيشون فيها ورغم معرفته بأن معظم المناطق السورية قد أضحت آمنة، ورغم معرفته بأن لبنان لم يعد قادرًا على تحمل هذا العبء الذي يضغط عليه من كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والأمنية".
كما أعرب عون ، أيضا عن قلقه من الإصرار على ربط عودة النازحين بالحل السياسي، "لا بل إعطاء الأولوية للحل السياسي، رغم معرفتنا كلنا بأنه قد يطول"، متسائلًا: "هل يسعى المجتمع الدولي لجعل النازحين رهائن لاستعمالهم أداة ضغط على سوريا وأيضًا على لبنان للقبول بما قد يفرض من حلول؟".
ونوه الرئيس عون ، الى دعوة المجتمع الدولي والدول المانحة في قمة بيروت الاقتصادية "للاضطلاع بدورها في تحمل أعباء أزمة النزوح وتنفيذ ما تعهدت به من تقديم التمويل للدول المضيفة لتلبية حاجات النازحين ودعم البنى التحتية، وكذلك تقديم المساعدات للنازحين في أوطانهم تحفيزًا لهم على العودة".