كشفت صحيفة ناشيونال ريفيو، تزايد الغضب الأمريكى، ضد عصابة الحمدين والخطوط الجوية القطرية، بعد انتهاك الأخيرة لاتفاقية الأجواء المفتوحة والتى تم توقيعها يناير 2018 بصورة فجة، وهو ما اضطر أكبر ثلاثة شركات أمريكية متخصصة فى مجال الطيران بنشر إعلانات فى الصحف الأمريكية، تطالب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بفرض عقوبات على الإمارة الصغيرة، وفقا لما أكدته قطريليكس المحسوبة على المعارضة القطرية.
وسلطت صحيفة ناشيونال ريفيو، الضوء على تحايل قطر على الاتفاقية التجارية التى تستهدف ضمان التنافس النزيه فى مجال النقل الجوى الدولى.
وقالت الصحيفة، إنه فى حين تهيمن تهديدات ترامب التجارية، بشأن الرسوم الجمركية على العناوين الرئيسية، سوف يتعين على إدارة ترامب قريبا اتخاذ سلسلة من القرارات حول العوائق غير الجمركية أمام التجارة.
وتشتمل هذه العوائق - حسب تقرير "ناشيونال ريفيو" - على نسبة الحصص فى اتفاقية ترامب الجديدة مع كندا والمكسيك، التى ستحل محل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية NAFTA، وكذلك النزاع المتعلق بالاتفاقيات التى تفاوضت عليها الولايات المتحدة لتضمن من خلالها المنافسة النزيهة فى مجال رحلات الطيران الدولية، بعد الانتهاكات القطرية للأجواء المفتوحة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى هذه القضايا التجارية غير المتعلقة بالرسوم الجمركية، لا تدور المناظرة الرئيسية حول كيفية إقناع الشركاء التجاريين بتحقيق التكافؤ بل حول كيفية تطبيق الاتفاقيات القائمة من الأساس.
وأشار دوجلاس هولتز إياكين، وهو المدير السابق لمكتب الموازنة بالكونجرس: "إذا لم يتم تطبيق الاتفاقيات التجارية، لا يهم ما هو المبدأ الذي يقود مفاوضاتهم".
وأكدت الصحيفة أنه مع زيادة الرحلات الجوية الدولية بشكل هائل في السنوات الأخيرة، مما جعل تطبيق عشرات الاتفاقات بموجب اتفاقية السماوات المفتوحة، أمرا أكثر أهمية من أى وقت مضى.
وتنظم اتفاقية السماوات المفتوحة أى الخطوط الجوية التى تدخل أراضى دولة أخرى، يتمثل الهدف فى الدخول المفتوح، وذلك ما لم تستخدم الخطوط الجوية المدعومة من الحكومة ميزتها الصناعية للتنافس بشكل غير نزيه مع الخطوط الجوية الخاصة.
وأشارت الصحيفة إلى وضع الخطوط الجوية القطرية، وهى شركة مملوكة لحكومة قطر الغنية بالوقود الحفرى والتى أنفقت مليارات الدولارات لتصبح لاعبا رئيسيا فى مجال الطيران الدولى، أصبح يقلق بشكل كبير الأمريكيين.
واضطرت الولايات المتحدة إلى توقيع اتفاق مع قطر فى يناير 2018، للحد من قدرة قطر على الطيران المباشر إلى الولايات المتحدة من المدن الأوروبية، حيث يتم التفاوض بعناية على هذا النوع من الرحلات الذى يسمى بـ "رحلات الحرية الخامسة" لتجنب المنافسة غير العادلة.
لكن قطر أكدت بوضوح أنها كانت تعيد تفسير الاتفاق بطريقة تجعله عديم الجدوى، حيث اشترت قطر 49% من الأسهم فى شركة طيران ضعيفة تُدعى إير إيطاليا Air Italy، والتى كانت طائراتها فى السابق تحلق إقليميا داخل أوروبا جنبا إلى جنب مع رحلتيْن موسميتين إلى الولايات المتحدة.
وعقب يومين فقط من شراء الخطوط الجوية القطرية لإيطاليا إير، بدأت الشركة الصغيرة توسع نشاطها، حيث أصبحت الآن تدير رحلات جوية دون توقف من ميلان بإيطاليا إلى نيويورك وميامى ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو.
ومن الواضح أن معدلات الخصم التى تعرضها الشركة، استهدفت جذب الركاب من شركات الطيران الأمريكية، حيث استخدمت الشركة مساعدات الحكومة القطرية للتعويض عن أية خسائر، وهو ما يعد انتهاكات صارخا لاتفاقية الأجواء المفتوحة.
وحسب صحيفة "ناشيونال ريفيو" فأن الخطوط الجوية القطرية لم تبذل الكثير من الجهود لإخفاء حقيقة أن شركة إير إيطاليا هى فى الأساس مجرد واجهة لأصحابها القطريين، حيث بات واضحا أن قطر تغطى خسائر التشغيل الواسع لإير إيطاليا.
كما أن كبار المسئولين التنفيذيين فيها هم جميعهم تقريبا من المسئولين التنفيذيين السابقين فى الخطوط الجوية القطرية، وبالإضافة إلى أن الزى الرسمى الجديد لطاقم إير إيطاليا، يعد مماثلا تقريبا للزى الذى يرتديه موظفو الخطوط الجوية القطرية.
هذه الانتهاكات القطرية المستمرة، جعلت عدد من المسئولين الأمريكيين يطلقون احتجاجات كبيرة، من بينهم السيناتور الديمقراطى بوب مينينديز من ولاية نيوجيرسى والسناتور الجمهورى تيد كروز من ولاية تكساس، على هذه الحيلة القطرية.
وقدم المسئولين شكوى لوزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، فى جلسة حديثة عقدت فى مجلس الشيوخ، ليرد بومبيو على هذه المخاوف معلنا دعمه لاتفاقية السماوات المفتوحة، وذكر بومبيو بالتحديد: "تتابع حكومة الولايات المتحدة ما يجرى، ونعمل على إنفاذ هذه الاتفاقية، إذ نعتقد أنها اتفاقية جيدة، ونحاول التأكد من تطبيقها".
وحسب التقرير فأن اتفاقيات السماوات المفتوحة، لا تعزز مبادئ السوق الحر فحسب، لكنها تمنح قطاع الطيران الأمريكى الفرصة للتنافس فى جميع أنحاء العالم، حيث إن الخلل الذى تسببه شركات الطيران الحكومية فى سوق شركات الطيران تهدد مجموعة واسعة من اتفاقيات شركات الطيران الأخرى وتهزأ بالشفافية المالية.
واعتبرت الصحيفة أنه عندما يتعلق الأمر باتفاقية السماوات المفتوحة مع قطر، فأنه يقع على عاتق الولايات المتحدة واجب يتمثل فى ضمان تنفيذها بالكامل، مشيرة إلى أن أى أمر آخر سيعد استهزاء بفكرة عقد اتفاقية تجارية تعمل لصالح الشعب الأمريكى.
ولا تزال السياسات الملتوية لنظام الحمدين تتكشف أمام العالم، بعد فضح أعضاء فى مجلس النواب الأمريكى، انتهاك الخطوط الجوية القطرية لاتفاقية الأجواء المفتوحة، ومع كل هذا يبدو أن الدوحة لن تتوقف عن هذه الممارسات إذ تسعى حاليا إلى التسلل داخل السوق الأمريكية.
وكانت الدوحة قد اعترفت بتعرض الطيران القطرى لخسائر فادحة للسنة الثانية على التوالى، بسبب مكابرة تنظيم الحمدين، ما يهدد دويلتهم بالانهيار والإفلاس، إذ استغل أكبر الباكر الرئيس التنفيذى الخطوط الجوية القطرية، معرض برلين للتباكى على أزماته، بعد المقاطعة العربية للدوحة لدعمها الإرهاب.
ورغم تهديدات أكبر الباكر بالانسحاب من تحالف "وان وورلد"، والاتهامات التى تواجهها الشركة من الشركات الأمريكية حول انتهاكها اتفاقية السماوات المفتوحة، إلا أن الشركة القطرية مصرة على التسلل إلى السوق الأمريكى مستغلة الأموال التى تدعمها بها الحكومة القطرية، فى انتهاك صارخ لقواعد المنافسة العادلة وسط سوق الطيران العالمى.