ذكر الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، أن عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ نكبة 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) بلغ نحو 100 ألف شهيد، فيما سجلت منذ عام 1967 مليون حالة اعتقال.
وأوضح الجهاز - في تقرير اليوم /الاثنين/ استعرض أوضاع الشعب الفلسطيني عشية الذكرى الـ71 للنكبة والتي تصادف بعد غد - أن عدد الشهداء بلغ منذ بداية انتفاضة الأقصى 10 آلاف و853 شهيدا خلال الفترة من 29 سبتمبر 2000 وحتى 7 مايو 2019، منوهًا بأن عام 2014 كان أكثر الأعوام دموية، حيث سقط 2240 شهيدًا منهم 2181 استشهدوا في غزة غالبيتهم خلال العدوان الإسرائيلي، أما خلال عام 2018 فقد بلغ عدد الشهداء 312 شهيدًا منهم 57 طفلًا وثلاث سيدات، ولا يزال الاحتلال يحتجز جثامين 15 شهيدًا.
وأضاف أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ حوالي 5700 أسير كما هو في نهاية مارس 2019 (منهم 250 طفلًا و47 امرأة)، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت خلال عام 2018 حوالي 6500 حالة من بينهم 1063 طفلًا و140 امرأة، كما فرض الاحتلال الإقامة المنزلية على 300 طفل في القدس منذ أكتوبر 2015 ولا زال ما يقارب 36 طفلًا تحت الإقامة المنزلية حتى الآن، ومعظم الأطفال جرى اعتقالهم بعد إنهاء فترة الإقامة عليهم والتي تراوحت بين 6 أشهر وعام.
وشكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للفلسطينيين لما مثلته من عملية تطهير عرقي، حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه وتشريد ما يزيد على 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 4ر1 مليون كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية، حيث انتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.. فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي عام النكبة وما تلاها بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم.
وسيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير اقتراف العصابات الصهيونية لأكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.
وكان عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914 قد بلغ نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود 8% فقط منهم، وفي عام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من مليونين وبلغت نسبة اليهود حوالي 5ر31% منهم، وقد ارتفعت نسبة اليهود خلال هذه الفترة بفعل توجيه ورعاية هجرتهم إلى فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني، حيث تضاعف عدد اليهود أكثر من 6 مرات خلال الفترة ذاتها، حيث تدفق بين عامي 1932 و1939 225 ألف يهودي، وتدفق بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي، ومنذ عام 1948 وحتى 1975 تدفق أكثر من 540 ألف يهودي.
وعلى الرغم من تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في عام 1948 ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب يونيو 1967، فقد بلغ إجمالي عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2018 حوالي 1ر13 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 9 مرات منذ أحداث نكبة 1948
.
وتشير التقديرات السكانية إلى أن عدد السكان نهاية 2018 في الضفة الغربية "بما فيها القدس" بلغ 95ر2 مليون نسمة، وحوالي 96ر1 مليون نسمة في قطاع غزة، وفيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان حوالي 447 ألف نسمة في نهاية 2018، منهم حوالي 65% يقيمون في مناطق القدس (J1) والتي ضمها الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967.
وبناء على هذه المعطيات، فإن الفلسطينيين يشكلون حوالي 49% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 51% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27 ألف كم2) بما فيها من موارد وما عليها من سكان، وما تبقى من هذه المساحة لا تخلو من فرض السيطرة والنفوذ من قبل الاحتلال عليها.. مشيرًا إلى أن اليهود في عهد الانتداب البريطاني استغلوا فقط 1.682 كم2 من أرض فلسطين التاريخية وتشكل ما نسبته 6.2%.
وعن واقع اللاجئين الفلسطينيين، أشارت سجلات (الأونروا) إلى أن عدد اللاجئين المسجلين كما هو في أول ديسمبر 2018، حوالي 02ر6 مليون لاجئ فلسطيني، حيث يعيش حوالي 4ر28% منهم في 58 مخيمًا رسميًا تابعًا لوكالة الغوث الدولية، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيمًا في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية و8 مخيمات في قطاع غزة.
وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب يونيو 1967، ولا يشمل أيضًا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلًا.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017 أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين تشكل 43% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في دولة فلسطين.
وفيما يتعلق بالقدس وتهويدها، لفت جهاز الإحصاء الفلسطيني إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي في نهج هدم المنازل الفلسطينية ووضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين وتجريد الأرض من أصحابها، حيث هدم الاحتلال 215 مبنى في القدس، ما أدى إلى تهجير 217 فلسطينيًا منهم 110 أطفال، كما أصدر الاحتلال في عام 2018 أوامر بترحيل 12 تجمعًا بدويًا شرق القدس تضم حوالي 1400 فلسطيني ضمن الجهود الرامية لتهويد القدس، وخلال عام 2018 قام الاحتلال بترخيص بناء 5820 وحدة استعمارية.
وأضاف أن الاحتلال دمر 471 مبنى خلال عام 2018 منها حوالي 46% في القدس، وتوزعت المباني المهدومة بواقع 157 مبنى سكنيًا و314 منشأة، كما أصدر خلال عام 2018 أوامر بهدم 546 مبنى في الضفة الغربية والقدس، وذلك في الوقت الذي تزداد فيه حاجة الأسر الفلسطينية للوحدات السكنية، حيث أفادت معطيات مسح ظروف السكن 2015، أن حوالي 61% من الأسر في فلسطين تحتاج إلى بناء وحدات سكنية جديدة خلال العقد القادم.
وحول الحصار المستمر لقطاع غزة، ذكر الجهاز أن قطاع غزة يعد من أكثر المناطق ازدحامًا وكثافة في السكان في العالم، مما ساهم بارتفاع حاد بمعدل البطالة بحيث بلغ 52%، ويتبين أن معدلات البطالة السائدة كانت الأعلى بين الشباب للفئة العمرية 15 - 24 سنة بواقع 72%، والتي سامت بتفاقم وضعف الواقع الاقتصادي في قطاع غزة، مما حول ما يزيد على نصف السكان في القطاع إلى فقراء، حيث بلغت نسبة الفقر في 2017 حوالي 53%، ويشار إلى أن نسبة الأسر التي تستخدم مصدر مياه شرب آمن بلغت 11% من الأسر في القطاع حسب نتائج التعداد 2017 بسبب تردي نوعية المياه المستخرجة من الحوض الساحلي.
وبلغ عدد الجرحى الفلسطينيين خلال عام 2018 حوالي 29 ألفا و600 جريح، وأشارت بيانات وزارة الصحة إلى أن عدد الجرحى في قطاع غزة بلغ 16 ألفا و800 جريح منذ انطلاق المسيرات السلمية يوم 30 مارس 2018، كما تم بتر أطراف 136 مواطنًا؛ نتيجة لاعتداءات قوات الاحتلال بحق المواطنين في المسيرة وكسر الحصار شرق القطاع، فيما بلغ عدد الشهداء 272 شهيدًا من بينهم 54 طفلًا و6 نساء ومسنين، كما أكدت استشهاد 4 مسعفين و3 صحفيين.
وعن تواصل التوسع الاستعماري للاحتلال، ذكر جهاز الإحصاء أن عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية نهاية 2017 في الضفة الغربية بلغ 435 موقعًا منها 150 مستعمرة و116 بؤرة استعمارية يقيم فيها 653 ألفا و621 مستعمرًا، حيث أن 47% من المستعمرين يقيمون في محافظة القدس، حيث بلغ عددهم حوالي 306 آلاف و529 مستعمرًا منهم 225 ألفا و335 مستعمرًا في القدس، وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 23 مستعمرًا مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 70 مستعمرًا مقابل كل 100 فلسطيني.
وأوضح أن جدار الضم والتوسع عزل أكثر من 12% من مساحة الضفة الغربية، ما أدى إلى فرض قيود على نحو 9ر1 مليون نسمة يعيشون في مناطق قريبة من الجدار أو المستعمرات، حيث أن هناك نحو 400 ألف نسمة منهم يعيشون في مناطق (ج) الخاضعة أمنيًا وإداريًا للاحتلال وفق اتفاقية أوسلو، مشيرًا إلى أن هذا الجدار يعزل حوالي 84 كم2 من مساحة القدس، في حين يبلغ طول الجزء غير المكتمل 46 كم وسيعزل حوالي 68 كم2 من مساحة القدس.
وبلغت مساحة مناطق النفوذ في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية 5ر541 كم2 كما هو الحال في نهاية 2018، وتمثل ما نسبته حوالي 10% من مساحة الضفة الغربية، فيما تمثل المساحات التي تم الاستيلاء عليها لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري حوالي 18% من مساحة الضفة الغربية، مما يحرم المزارعين والرعاة الفلسطينيين من الوصول إلى مزارعهم ومراعيهم.
وأشار الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يضع كافة العراقيل لتشديد الخناق والتضييق على التوسع العمراني للفلسطينيين خاصة في القدس والمناطق المصنفة (ج) في الضفة الغربية والتي ما زالت تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي الكاملة.