قالت صحيفة "اليوم" السعودية في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان (دمية الحرس وتهديدات طهران) إن القول بأن الميليشيات الحوثية تحولت إلى دمية مطواعة بيد الحرس الثوري الإيراني ، قول لا يجانبه الخطأ، والأدلة واضحة تتجلى في سلسلة الاعتداءات الغاشمة التي تمارسها تلك الميليشيات.
وأضافت أن تخريب السفن في عرض المياه الإقليمية لدولة الإمارات، ومن بينها سفينتان سعوديتان ، جاء بإيعاز من ذلك الحرس، والاعتداء الحوثي على مضخات النفط بالدوادمي وعفيف ، جاء بإيعاز من ذلك الحرس الإيراني، وشن الاعتداءات المتكررة بالصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع على أراضي المملكة هو بإيعاز من ذلك الحرس بما يدل على أن تلك الميليشيات تتلقى أوامرها من النظام الإيراني فتبعيتها له لم تعد خافية على الشعب اليمني الذي مني بجور تلك الميليشيات وتعسفها وتجاوزاتها، فسائر العمليات الإرهابية التي يمارسها الحوثيون إنما هي مرتبطة بشكل عضوي ومباشر بالنظام الإيراني الغاشم.
وتابعت : أوامر النظام الإيراني لعملائه في اليمن المتمثلين في الميليشيات الحوثية هي التي تقف وراء مماطلة تلك الميليشيات ومراوغاتها وألاعيبها المكشوفة للتملص من اتفاق السويد بكل بنوده بما فيها مسألة الانسحاب من مدينة الحديدة ومينائها وقضية الأسرى رغم أنها وافقت على تلك البنود وتعهدت بإنفاذها ثم انقلبت عليها ولما يجف حبرها بعد بما يؤكد بوضوح أن تلك الميليشيات لن تجنح للسلم وأنها مصممة على تصعيد الأزمة اليمنية وإدخالها في نفق مظلم بإيعاز مباشر من حكام طهران الذين مازالوا يمدون تلك الميليشيات بالأموال والأسلحة والعناصر لتبقى الحرب مشتعلة في اليمن ولتبقى دول المنطقة على صفيح ساخن يغلي بالأزمات والفتن والنزاعات والطائفية.
واستطردت: وكما يسعى النظام الإيراني عبر عملائه في اليمن والجنوب اللبناني وسوريا والعراق لإبقاء دول المنطقة في حالة قلق وعدم استقرار، فإن تحريكه لهم وإملاء أوامره عليهم يدلان على أن التهديدات الإيرانية لتلك الدول أخذت منحى جديدا في أعقاب الهجوم على السفن التجارية في المياه الإقليمية والاعتداء على المضخات السعودية، وهو منحى لا يشكل خطرا على دول المنطقة فحسب ولكن خطره يطال دول العالم قاطبة بحكم أن العدوان على تلك السفن والمضخات سوف يلحق الأذى باقتصادياتها، وإزاء ذلك جاء الاستنفار الأخير من قبل الدول الخليجية والولايات المتحدة بممارسة عمليات التجييش خطوة سليمة لردع إيران ووقف تجاوزاتها وتهديداتها.
وختمت : تلك التجاوزات والتهديدات تحولت بالفعل إلى خطر يهدد دول العالم بأسرها، ولن تقف الولايات المتحدة ودول الخليج مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث ولن تسمح بتمرير تلك الممارسات العدوانية سواء جاءت بطريق مباشر من النظام الإيراني أو بطريق غير مباشر عبر وكلائه في المنطقة، فكل تلك الممارسات تستهدف في جملتها زعزعة استقرار دول المنطقة من جانب وإلحاق أفدح الأضرار بمصالح دول العالم الاقتصادية من جانب آخر، وهذا يعني أن الرد المناسب من قبل الولايات المتحدة ودول المنطقة سوف يتحقق إن أراد النظام الإيراني قرع طبول الحرب التي يبدو أن علاماتها آخذة في الظهور على أرض الواقع.