أصدرت سلطات التحقيق القضائية فى لبنان، ظهر اليوم، قرارا بإخلاء سبيل رئيس الاتحاد العمالى العام المستقيل من منصبه بشاره الأسمر، بكفالة مالية قدرها 500 ألف ليرة (333 دولارا) بعد مضى نحو 10 أيام على حبسه احتياطيا، على خلفية إدلائه بعبارات من شأنها الإساءة إلى البطريرك المارونى الراحل نصر الله صفير، والذى توفى قبل أسبوعين عن عمر يناهز 99 عاما.
وكان رئيس الاتحاد العمالى العام قد تقدم باستقالته من منصبه عقب يومين من حبسه الاحتياطى، وأعلن الاتحاد العمالى العام قبول الاستقالة. كما قرر وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش إنهاء عمل بشاره الأسمر فى الإدارة الخاصة بصوامع القمح، فى ضوء تلك الواقعة، مشيرا إلى أن القانون يسمح له باتخاذ مثل هذا القرار.
وأسندت سلطات التحقيق القضائية إلى "الأسمر" ارتكاب جرائم القدح والذم وتحقير الشعائر الدينية والمساس بالرموز الدينية والوطنية.
وكان "الأسمر" بصدد بدء مؤتمر صحفى فى إطار الدعوات العمالية المتعددة للاعتراض على مشروع الموازنة العامة وما يتضمنه من تقشف المالى وفرض ضرائب ورسوم على الرواتب والمعاشات التقاعدية لموظفى القطاع العام والدولة، حينما سجلت له كاميرات القنوات التلفزيونية قبيل بدء المؤتمر، وهو يتحدث مع عدد من الأفراد على المنصة الرئيسية، منتقدا ضخامة حجم الجنازة التى أقيمت للبطريرك المارونى الراحل نصر الله صفير، مستخدما عبارات حملت سخرية وإهانة له، دون أن ينتبه أن الكاميرات تقوم بالتسجيل.
وتسبب انتشار المقطع المصور والحديث المصحوب له، فى موجة غضب عارمة فى عموم البلاد، حيث طالب نواب ووزراء وقوى وتيارات وأحزاب سياسية، رئيس الاتحاد العمالى العام بالاستقالة الفورية وأن تتحرك السلطات القضائية لاتخاذ إجراء ضده.
كما أعلنت الحكومة برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري، استنكارها لما صدر عن رئيس الاتحاد العمالى العام (المستقيل).. وأدانت البطريركية المارونية العبارات التى وردت على لسان بشاره الأسمر، معتبرة أنه أساء إلى جميع اللبنانيين، وأن كلامه يفقده الأهلية للاضطلاع بمسئولية تتعلق بالشأن العام.