نددت صحيفة "اليوم" السعودية بالتحركات والتصريحات التى تخرج من إيران بين الحين والأخر، وقالت في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( التحركات الدبلوماسية والأساليب العدوانية ) : مفردات اللغة التي تتحدث بها إيران في الوقت الراهن العصيب عبر تصريحات وزير خارجيتها تدور حول بحثها عن طريقة تخرج بها من الأزمة التي وضعتها وجها لوجه أمام مواجهة عسكرية محتملة مع الولايات المتحدة.
وأضافت أن الصدام المتوقع إن حدث سيكون مروعا وهو أمر لم يحسب له حكام طهران حسابا، وبدلا من الإعلان الصريح عن نية إيران التوقف نهائيا عن دعم التنظيمات الإرهابية في كل مكان ووقف اعتداءاتها الصارخة على السفن التجارية ومضخات النفط ووقف هجومها المتكرر بالصواريخ الباليستية على المملكة عبرعملائها في اليمن ووقف تدخلاتها السافرة في شؤون دول المنطقة، بدلا من الإعلان عن التوقف عن ممارسة تلك التجاوزات التي أدت إلى التجييش العسكري في المنطقة ضدها تظهر تلك المفردات للحديث عن المطالبة بتخفيف العقوبات على صادراتها النفطية.
وتابعت ويبدو أن النظام الإيراني يجهل أو يتجاهل الأسباب الجوهرية التي أدت لفرض تلك العقوبات، فالممارسات العدوانية ضد دول المنطقة والعالم بما فيها احتجاز الرهائن الأمريكيين تقف وراء تلك العقوبات الصارمة التي لم يتخذ النظام خطوة ايجابية واحدة تساهم مساهمة فاعلة في نشر أجواء من التفاؤل قد تؤدي إلى نزع فتائل الأزمة القائمة، وما يجري على أرض الواقع يدل على أن النظام مازال يستمرئ استخدام مناوراته السياسية المكشوفة للتملص من احتمال مواجهة عسكرية محتملة دون العمل على اتخاذ ما من شأنه وقف كافة ممارساته العدوانية ضد دول المنطقة وضد دول العالم قاطبة.
واستطردت ، ورغم التحركات الدبلوماسية التي انطلقت من بغداد ومسقط في أعقاب مباحثات وزيرالخارجية الإيراني مع المسؤولين في العراق وسلطنة عمان لمنع تفاقم الأزمة القائمة بين واشنطن وطهران إلا أن تلك التحركات قد لا تكون لها جدوى فاعلة إن لم يلتزم النظام الإيراني عمليا بوقف كافة ممارساته العدوانية والاستفزازية التي تهدد استقرار وأمن وسيادة دول المنطقة من جانب، وتهدد اقتصاديات دول العالم من جانب آخر، فتلك التحركات قد تكون طويلة وشاقة ولا يمكن التكهن بنتائجها إذا ما اقترنت بمراوغات وألاعيب طهران السياسية التي مازالت تمارسها على نطاق واسع للتملص من أي التزام.
وختمت وإذا افترضت بعض الأوساط السياسية جدلا أن الدول المستوردة للنفط الإيراني كاليابان قد تلعب دورا للوساطة بين واشنطن وطهران لنزع فتائل الأزمة والحيلولة دون تفاقمها فهو أمر مرهون وفقا لمرئيات واشنطن بوقف ممارسات إيران العدوانية ضد دول المنطقة والعالم، فخطوات البيت الأبيض تجاه تلك الممارسات والتي بدأت بالحصار الاقتصادي المضروب حول طهران وانتهت كما هو مشهود بالتجييش الهائل في المنطقة الذي ينذر بقرع طبول الحرب، تلك الخطوات مردها إلى استمرارية طهران في ممارسة أساليبها العدوانية تلك وممارسة تحديها للأمن والسلم الدوليين من خلال تصميمها على تصنيع وامتلاك أسلحة الدمار الشامل.