أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن المنطقة والأمة الإسلامية بأسرها تمر بظروف بالغة الدقة والخطورة وتحديات غير مسبوقة، مشيرا إلى أن الوتيرة المتسارعة للتصعيد الذي تشهده المنطقة ينبئ بتداعيات خطيرة على الأمة واستقرارها.
جاء ذلك في كلمته الليلة أمام القمة الإسلامية الـ 14 لمنظمة التعاون الإسلامي والتي تعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية بقصر الصفا بمكة المكرمة تحت شعار "يدا بيد نحو المستقبل".
وقال أمير الكويت "إن الوتيرة المتسارعة للتصعيد الذي تشهده منطقتنا ينبئ بتداعيات خطيرة على أمتنا واستقرارنا الأمر الذي يدعونا إلى التعامل مع الأوضاع المستجدة بأقصى درجات الحيطة والحذر وأن نسعى إلى إفساح المجال واسعا للجهود الهادفة إلى احتواء التصعيد والنأي بمنطقتنا عن التوتر والصدام وأن نحكم العقل والحكمة للحفاظ على المصالح العليا لدولنا والأمن والسلامة والطمأنينة لشعوبنا".
ودعا إلى التعامل مع الأوضاع المستجدة في المنطقة بأقصى درجات الحيطة والحذر وإفساح المجال للجهود الهادفة لاحتواء التصعيد والنأي بالمنطقة عن التوتر والصدام.
وأكد أمير الكويت قلقه وانشغاله لما تتعرض له المملكة العربية السعودية وبشكل متواصل من هجمات تستهدف أمنها وإستقرارها وسلامة مواطنيها ، مشددا على إدانته واستنكاره لتلك الهجمات ،معبرا عن وقوفه التام إلى جانب السعودية في الدفاع عن أمنها وإستقرارها .
وشدد على إدانته للهجمات التي تعرضت لها السفن قبالة سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لما تشكله أيضا من تهديد لأمنها وإستقرار المنطقة وإستهداف لسلامة الملاحة البحرية وخطر على إمدادات الطاقة العالمية.
وقال أمير الكويت "إن نظرة فاحصة لواقع أمتنا الإسلامية تدلل وبوضوح أن أمتنا تعيش أوضاعا صعبة وأن مكانتها في العالم وبكل أسف وفق معدلات وإحصائيات عالمية لا تبعث على الارتياح حيث أن 37 في المائة من سكان العالم الإسلامي تحت خط الفقر بإجمالي (507) ملايين نسمة ، كما أن 61 في المائة من نازحين العالم هم من دول إسلامية و40 في المائة من سكان العالم الإسلامي أميون ، مشيرا إلى أن متوسط البطالة في العالم الإسلامي يصل إلى أكثر من (7) % ، منبها إلى أنها أرقام مفزعة ومؤلمة في الوقت نفسه" وتدعونا إلى الوقوف أمامها وتأمل مدلولاتها والعمل بكل الجهد لتفعيل آليات عملنا التنموي لدعم هذه الآليات والارتقاء بها إلى المستوى الذي يحقق آمال وطموحات أبناء أمتنا الإسلامية".
وأكد أمير الكويت" أن القضية الفلسطينية تبقى على رأس أولوياتنا نتألم لتعثر جهود حلها ونعاني استمرار معاناة أبنائها "، داعيا المجتمع الدولي إلى أن يفعل جهوده لإحياء عملية السلام ، مؤكدا أن أي حل للقضية الفلسطينية لابد وأن يستند إلى حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين.
وأشار إلى أن الوضع في اليمن واستمرار معاناة الشعب اليمني الشقيق يمثل تحديا آخر للأمة الإسلامية ، لافتا إلى أنه بالرغم من الجهود الدولية المتواصلة الهادفة إلى وضع حد للصراع الدامي هناك إلا أن هذه الجهود تصطدم دائما بعدم الالتزام بما يتم الاتفاق عليه، داعيا إلى ضرورة الالتزام باتفاق ستوكهولم الأخير للوصول إلى الحل وفق المرجعيات المعتمدة والمتفق عليها.
وحول الوضع في سوريا، قال أمير الكويت " إنه مما يدعو إلى الأسف أن الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة الطاحنة والتي دخلت عامها التاسع لازالت نتائجها بعيدة المنال لتستمر معها معاناة الشعب السوري الشقيق وليستمر الأمن والاستقرار في المنطقة مهددا"، مؤكدا دعمه لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في جهوده للتوصل إلى حل ينهي الكارثة الإنسانية وفق قرارات الشرعية الدولية وبيان "جنيف 1" .
وحول الوضع في ليبيا، قال أمير الكويت "إن الاشتباكات بين الأشقاء جاءت لتضيف جرحا على جراح أمتنا الإسلامية"، داعيا الأطراف كافة إلى وقف نزيف الدم والعمل على وضع مصلحة بلادهم فوق كل اعتبار وتأمين سلامة أبناء الشعب الليبي الشقيق بالتجاوب مع مساعي المبعوث الدولي.
وأضاف "إن استمرار معاناة العالم من الإرهاب يؤلمنا ومما يضاعف من ألمنا أن تكون الشعوب الإسلامية أكثر الشعوب استهدافا من ذلك الإرهاب الأمر الذي يدعونا إلى مضاعفة الجهد ورفع وتيرة التنسيق مع المجتمع الدولي لمواجهة قوى الظلام ومواصلة ما تحقق لنا من انتصارات تحفظ لشعوبنا سلامتها ولمقدراتنا ومصالحنا صيانتها".
وقال أمير الكويت " إننا أمام استحقاقات تاريخية ومصيرية لا بد لنا من الوفاء بها ليتحقق لأبناء أمتنا الإسلامية آمالهم وتطلعاتهم المشروعة بالأمن والاستقرار والرخاء والتقدم ".