أكد وزير الدفاع اللبنانى إلياس بو صعب، أن الإرهاب ليس له دين، وأن الإسلام هو دين المحبة والسلام والتسامح، مشيرا إلى أن الهجوم الإرهابى المسلح الذى تعرضت له مدينة طرابلس (شمالى البلاد) عشية عيد الفطر، لا يعكس الصورة الحقيقية للمدينة.
جاء ذلك فى تصريحات صحفية أدلى بها وزير الدفاع اللبنانى عقب جولة أجراها فى مدينة طرابلس، التقى خلالها مفتى طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وعددا من النواب والقوى السياسية الممثلة للمدينة.
وأعرب الوزير بو صعب، عن رفضه ربط أى مرتكب لعمل إرهابى بدينه، مؤكدا أن الإرهاب هو أمر شاذ يرفضه الدين الإسلامى وجميع اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم، كما أنه يمثل خطرا على المجتمعين الإسلامى والمسيحى على السواء، وشدد على أن مدينة طرابلس ليست مدينة حاضنة للإرهاب، وإنما فى حقيقتها هى تلفظ الإرهاب وترفضه، وأن الفكر الذى يحبذ الإرهاب لدى بعض الشباب، قادم من خارج البلاد ومرفوض من قبل الجميع.
وأشار إلى أن القوات المسلحة وجهاز قوى الأمن الداخلى "قدما شهداء فى العملية الإرهابية الأخيرة بطرابلس"، لافتا إلى أن الرئيس ميشال عون وجه بملاحقة هذا الموضوع ومتابعته عن كثب، وأن التحقيقات ستظهر كافة جوانبه، وأضاف أن استعادة الأمن والاستقرار فى طرابلس وعموم لبنان، يمثل أولوية لدى الدولة، مشددا على أنه لن يكون هناك ثمة تساهل أو تهاون مع أى إرهابى يقتل أبناء وطنه.
وأثنى وزير الدفاع على مستوى التعاون بين الجيش والأجهزة الأمنية، واصفا إياه بأنه على خير ما يرام وسيعطى نتيجة أفضل خلال الأيام المقبلة، معتبرا أن لبنان لن يخرج من هذه الأزمة إلا بتعاون جميع الأجهزة الأمنية مع بعضها البعض، ولفت إلى أن الأجهزة العسكرية والأمنية فى طرابلس كانت فى حالة يقظة وانتباه، غير أن طبيعة العمل الإرهابى الذى اتخذ طابعا منفردا، وبأسلوب "الذئاب المنفردة" كان مباغتا، مشيرا إلى أن جهاز مخابرات الجيش كان بالفعل يتعقب الإرهابى عبد الرحمن مبسوط (منفذ العملية الإرهابية) قبل تنفيذه للهجوم المسلح.
ودعا وزير الدفاع وحدات وضباط وأفراد القوات المسلحة إلى الاحتفاظ بالمعنويات العالية، مضيفا: "نحن نعول عليكم فى حمايتنا، والاستقرار هو الأساس فى لبنان، ويجب الحرص على التعاون مع الأجهزة الأمنية لتدعيم الأمن والاستقرار".
من جانبه، أثنى مفتى طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، على دور القوات المسلحة وجهاز قوى الأمن الداخلى فى التعامل مع الحادث الإرهابي، مشيرا إلى أنهما استطاعا القضاء "على هذه الفتنة" خلال ساعات قليلة، وأن تبعات الحادث الإرهابى كان يمكن أن تستمر لعدة أيام، غير أن استبسال الجيش والقوى الأمنية وتقديمهم التضحيات حال دون ذلك.
وأكد الشيخ الشعار، أن مدينة طرابلس هى مدينة السلام والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين على قدم المساواة، قائلا "وهذا خيارنا لأننا ننتمى إلى قيم سماوية تدعونا إلى ذلك، فنحن فى مركب واحد ووطن واحد، وآمل أن يكون العدل والحرية والمساواة هو مُناخ الوطن ككل، لأن الأوطان لا تحيا بغير هذه القيم"، مشيدا بحرص الدولة على أن تستعيد المدينة الحياة الطبيعية فى أعقاب الهجوم الإرهابي.
وكان أحد الإرهابيين ويدعى عبد الرحمن مبسوط، قد نفذ مساء الإثنين الماضي، هجوما مسلحا على تمركزات عسكرية تابعة للجيش ونقاط أمنية تابعة لجهاز قوى الأمن الداخلى فى مدينة طرابلس، مستخدما سلاحا ناريا حربيا (بندقية آلية) وعددا من القنابل ودراجة نارية كان يستقلها فى التنقل بين الأهداف، على نحو أسفر عن مقتل ضابط برتبة نقيب وجندى بالجيش، إلى جانب رقيب وعريف بقوى الأمن الداخلي، ثم قام بالاحتماء بأحد المبانى القريبة.
وطوقت قوات الجيش وجهاز قوى الأمن الداخلي، الإرهابى داخل المبنى الذى تحصن فيه، وقامت وحدة خاصة من جهاز مخابرات الجيش اللبنانى تساندها قوة من شعبة المعلومات (الاستخبارات) بقوى الأمن الداخلي، بمداهمة الإرهابى لإلقاء القبض عليه، واشتبكت معه، لتنفجر بجسده إحدى القنابل قبيل استخدامه لها وإلقائها على القوات.
وأظهرت المعلومات الأولية أن الإرهابى عبد الرحمن مبسوط، سبق له الانخراط فى صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة التى قامت بارتكاب اعتداءات بحق القوات المسلحة اللبنانية قبل عدة سنوات، كما أنه التحق بتنظيم (داعش) الإرهابى فى مدينة الرقة السورية.