أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن من الأفضل للبنان أن يبادر بإرادته نحو إجراء الإصلاحات المالية الاقتصادية الضرورية المطلوبة، بدلا من أن تتطلب الظروف في وقت لاحق أن يتم فرضها على الدولة اللبنانية من قبل مؤسسات أجنبية لإنقاذ الوضع.
وقال جعجع - عقب ترؤسه اجتماع تكتل الجمهورية القوية (الكتلة النيابية لحزب القوات اللبنانية) - إن الوضع يقتضي العمل بكل جدية وجهد من أجل إقرار الإصلاحات المطلوبة في مشروع الموازنة، مشيرا إلى أن تلك الإصلاحات هي "قسم صغير وبسيط مما يجب إعماله".
وأشار إلى أن الأمر في شأن مشروع الموازنة العامة الجديدة للعام 2019 "لا يطمئن حتى الآن".. موضحا أن وزراء حزب القوات اللبنانية سبق وشاركوا في الجلسات الحكومية أثناء مناقشة الموازنة، وحاولوا قدر المستطاع التحسين في بنودها.
ولفت إلى أن الموافقة – خلال المناقشات التي ستجرى داخل مجلس النواب - على بند ما، لا تعني مطلقا الموافقة على الموازنة ككل، مشيرا إلى أن نواب الحزب سيناقشون مشروع الموازنة بكل جدية داخل لجنة المال والموازنة بالمجلس النيابي، وسيتم اتخاذ القرار بشأنها عقب الانتهاء من كافة المناقشات واكتمال الصورة النهائية التي سترسل بها الموازنة إلى الهيئة العامة للمجلس.
من ناحية أخرى، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية أن هناك بعض المسئولين اللبنانيين مطالبون بالحرص على انتقاء الكلمات الصادرة عنهم، مشيرا إلى أن هؤلاء المسئولين (دون أن يسميهم) كلما أطلقوا تصريحات، فإنها تتسبب في أزمات مع بعض الدول الصديقة للبنان.
وأوضح أن دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت وعمان وغيرها، تستضيف مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون بها منذ عشرات السنوات، مشددا على أن المسئولين عليهم الحرص في تصريحاتهم قبل إطلاقها "لأننا لا يمكن أن نقوم بأذية هؤلاء اللبنانيين جراء تصريحاتنا غير المدروسة والملقاة بشكل عشوائي".
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، قد تعرض لانتقاد واسع داخل لبنان وخارجها، على خلفية حديث له خلال لقاء قال فيه بوجوب تمييز وتفضيل اليد العاملة اللبنانية في مواجهة اليد العاملة الأجنبية. وضرب مثلا بالعمالة السورية والفلسطينية والفرنسية والأمريكية والسعودية والإيرانية.
وقوبل حديث الوزير باسيل باستياء داخلي من قبل عدد من المعارضين له، معتبرين أن كلامه ينطوي على "عنصرية" تجاه العمالة الأجنبية في لبنان، كما أعرب عدد من الناشطين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينهم الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد، عن غضبهم الشديد من وزير الخارجية اللبناني، معتبرين أنه زج بالمملكة دونما مقتضى في حديثه عن العمالة الأجنبية خاصة وأنه لا توجد أيدي عاملة سعودية في لبنان.