أكد رئيس الجمهورية التونسى الباجي قايد السبسي أن خيارات الحرية والديمقراطية وحرية الرأى والتعبير تعد أهم المكاسب التى حققتها ثورة الحرية والكرامة وسنمضى قدما فى ترسيخها.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس الجمهورية التونسى فى الافتتاح الرسمي للمؤتمر الثلاثين للاتحاد الدولي للصحفيين مساء اليوم والذى تستضيفه تونس بحضور نقيب الصحفيين التونسيين ناجى البغورى، ورئيس اتحاد الصحفيين العرب، مؤيد اللامى، ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين فيليب لوروث والصادق الرزيقي رئيس الفدرالية الإفريقية ( اتحاد الصحفيين الأفارقة).
ووجه السبسى الشكر فى بداية كلمته للاتحاد الدولى للصحفيين لثقته فى تونس ومنحها شرف تنظيم هذا المؤتمر الدولي لأول مرة فى الشرق الأوسط وأفريقيا وذلك يعد اعترافا بالتجربة الديمقراطية فى تونس والمكاسب التى حققتها فى مجال حرية الصحافة.
واكد السبسى حرصه على الشراكة الاستراتيجية مع نقابة الصحفيين التونسيين من اجل توسيع مناخ الحرية، مشيرا الى ان تونس انتهجت طريقا نحو ممارسة الديمقراطية لاغنى عنه .
وأشار السبسى الى تدعيم دور المرأة والعمل على تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة ..لافتا الى ان ٦٠ %من الاطباء التوانسة من السيدات.
واكد أن تونس هي أوّل بلد في العالم يدعم مشروع المعاهدة الدولية لتعزيز وحماية وضمان سلامة الصحفيين وغيرهم من المهنيين العاملين في وسائل الإعلام التي أطلقها الاتحاد الدولي للصحفيين في تونس يوم 18 نوفمبر 2017 وقد أعطينا الإذن لبعثاتنا الدبلوماسية من أجل حضور اللقاءات التنسيقية التي نظّمها الاتحاد الدولي للصحفيين مع التمثيليات الدبلوماسية للبلدان الداعمة للمبادرة.
وقال السبسى "لقد وقعنا يوم 26 أغسطس 2016 على إعلان حرية الإعلام في الوطن العربي لإعتقادنا وإيماننا بدور الإعلام في ترسيخ المسار الديمقراطي ولا أعتبر نفسي غريبا عن قطاع الإعلام فأنا في الأصل حقوقي وقد كانت لي تجربة في صحيفة الرأي المستقلّة وهي من أهمّ جرائد الرأي في تونس أيّام حكم الحزب الواحد، كما سبق ووقعنا في ٨ سبتمبر 2015 على قرار يقضي بأن يتحول هذا التاريخ يوما وطنيا لحماية الصحفيين.
وتابع"إنى شديد الإيمان بالشراكة الاستراتيجية مع هياكل المهنة وتحديدا نقابة الصحفيين من أجل تطوير ظروف العمل الصحفي وتوسيع مناخ الحرية لاقتناعي الشديد بأنه من الأفضل التعاطي مع الحرية حتّى وإن شهدت بعض الانفلاتات والتجاوزات أفضل من الرجوع إلى كبت الحريات عموما وحرية الصحافة بوجه خاص، وما نزال في هذا الخصوص نسعى إلى مزيد من تكريس تنقية المنظومة القانونية والجزائية من كل القوانين السالبة للحرية في مجال النشر.
واضاف السبسى" ان مخرجات مؤتمر اليوم ستعزّز مكاسب الصحافة في تونس وفي العالم وستسلّح الصحفيّين بآليّات أكثر فعّالية في زمن الاعلام الرقمي المتجدّد، تحصنّهم ضد الأخبار الزائفة والإشاعات وأشكال التضليل والتحريض التي بدأت تغزو الفضاء العام وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي وتهدّد مستقبل الديمقراطيات في العالم وخاصة الناشئة منها.
واختتم السبسى كلمته قائلا "لقد دخلت تونس نادي الديمقراطية من بابها الكبير وستعقد نهاية العام الانتخابات التشريعية والرئاسية وهو حدث كبير نأمل أن يلعب الاعلام فيه دوره الريادي فلا ديمقراطية بلا حرية ولا حرية بدون إعلام حرّ، مستقل ومسؤول.. إنّ الشعب التونسي قرّر الإستثمار في الديمقراطية وهي تجربة مهمّة وفريدة من نوعها وإنّ نجاح هذه التجربة سيعود بالخير العميم على تونس وشعبها وسيكون ذلك دعامة أساسيّة للأمن والسلم الإقليمي والدولي .
من جانبه ، أكد نقيب الصحفيين التونسيين ناجى البغورى انه منذ ١٠ سنوات كانت تونس تصنف كأسواء البلدان فى العالم فى مجال حرية الصحافة ولكن اليوم وبحضور قيادات الصحافة فى العالم تستضيف تونس اليوم ولاول مرة فى افريقيا والشرق الاوسط هذا المؤتمر الدولى الهام، وقد تحقق هذا الإنجاز نتيجة صلابة الملف التقني الذي عملت عليه النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بمهارة من خلال تقديم تصور واضح ومقنع يؤكد قدرتها على تنظيم مؤتمر بهذه الأهمية.
واوضح البغورى ان تونس منذ مدة اصبحت تعيش زخما في ميادين الصحافة والاعلام متعدد الاتجاهات، سواء تعلق الأمر بالسقف العالي لحرية الصحافة والتعبير والتدوين والذي لا يقارن إلا بالدول المتقدمة في هذه الميادين، أو فيما يخص الحركية النقابية والحقوقية للمجتمع المدني الرافد الأساسي لهذه الحرية ولحقوق الصحافيين، أو من خلال تعدد هياكل الإعلام والصحافة التي تعمل باستقلالية عن الأطر الرسمية.
وقال البغورى اننا لانعيش فى بيئة منعزلة ولكن نتأثر بما يحدث حولنا فى منطقتنا العربية ، مشددا على ان نجاح مسار الانتقال الديمقراطى رهين بحرية الصحافة .
وبدوره، قال رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين الحالي فيليب لوروت إن مؤتمر الاتحاد الدولي للصحفيين الذي يعقد كل ثلاث سنوات يسمح للمشاركين فيه من جميع أنحاء العالم بالالتقاء ومناقشة برنامج عمل الاتحاد الدولي للصحفيين وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة وقيادة جديدة..مشيرا الى ان استضافة تونس للمؤتمر الثلاثين للاتحاد اليوم هو يوم تاريخي فهذه المرة الأولى التي يعقد فيها الاتحاد الدولي للصحفيين مؤتمره في القارة الأفريقية وفي دولة عربية.