انطلقت فعاليات التمرين العسكرى المشترك "الثوابت القوية / 1"، على أرض الإمارات العربية المتحدة، بين القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة والقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربى، والذى يأتى تجسيداً لمسيرة حافلة من التعاون العسكرى بين الدولتين، حيث تربط بين الدولتين علاقات عسكرية رفيعة المستوى، ترتكز على التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات العسكرية المختلفة.
وأكد مدير التمرين، العميد الركن سعيد سالمين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، أن التمرين يتضمن سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة، فى إطار استراتيجية موحدة لتعزيز التعاون العسكرى بين قواتنا المسلحة والقوات المسلحة الأردنية، فى سبيل توحيد العمليات المشتركة وأسلوب التدريب الأمثل لرفع الكفاءة القتالية للقوات المسلحة للدولتين، وتعزيز قوتهما الرادعة فى مواجهة مختلف المخاطر والتهديدات، خصوصاً أن القوات المسلحة فى الدولتين تتمتعان بالكفاءة والخبرة والاحترافية، وأثبتتا كفاءة كبيرة فى كل المهام التى أوكلت إليهما، سواء فى الداخل أو الخارج.
وذكر العميد الركن سعيد سالمين أن التمرين يشتمل على عدد من المراحل الرئيسة التى تواكب الأهداف المخطط لها، مثل النقل الاستراتيجى والتخطيط له والتنفيذ، ثم التدريب على مستوى مجموعات القتال فى بيئة العمليات المفترضة، سواء البيئة الساحلية أو القتال فى المناطق المبنية، والعديد من التدريبات العسكرية المشتركة باستخدام الذخيرة الحية.
ويندرج التمرين العسكرى المشترك "الثوابت القوية / 1" ضمن التدريبات المشتركة التى تقام بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، فى إطار التعاون العسكرى المشترك، بهدف التدريب على تخطيط وتنفيذ وإدارة العمليات العسكرية المشتركة، وتفعيل الإجراءات الموحدة بين مختلف وحدات القوات المسلحة المشاركة فى هذا التمرين.
ويهدف التمرين إلى تعزيز العلاقات العسكرية، وتكامل مفاهيم التخطيط والإدارة والتنفيذ للعمليات العسكرية، وتبادل الخبرات بما يسهم فى رفع مستوى القوات المسلحة فى البلدين الشقيقين، وستطبّق القوات سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة فى سبيل توحيد العمليات والمفاهيم المشتركة، وأساليب التدريب.
جدير بالذكر أن هذا التمرين يحظى بأهمية مضاعفة، ليس فقط للتوقيت الذى سيقام فيه، حيث تشهد المنطقة حالة غير مسبوقة من التوتر تقتضى من قواتنا المسلحة المزيد من الجاهزية والاستعداد الدائم للدفاع عن المصالح الوطنية والقومية وحمايتها، وردع كل من تسوّل له نفسه المساس بالمقدرات الوطنية الخليجية والعربية، وإنما أيضاً لأن هذا التمرين يجسد الإدراك المشترك للإمارات والأردن لأهمية التضامن فى مواجهة التحديات والأزمات التى تعصف بالمنطقة، كما يؤكد أن أمنهما جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربي.
شكّل التعاون العسكرى بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية أحد المرتكزات الرئيسة فى الحفاظ على الأمن بمنطقة الشرق الأوسط، حيث تقف الدولتان فى خندق واحد فى مواجهة مختلف التحديات والتهديدات فى المنطقة، فقد شاركتا بفاعلية فى التحالف الدولى للتصدى لخطر تنظيم "داعش" الإرهابى فى العراق وسورية، كما تشاركان فى التحالف العربى الذى تقوده المملكة العربية السعودية لاستعادة الشرعية فى اليمن، ودعم الحكومة الشرعية فى مواجهة ميليشيات الحوثى الإرهابية التى تسعى إلى تدمير وحدة وقدرات اليمن، كما ترفض الدولتان بشكل قاطع التدخلات الخارجية فى شؤون دول المنطقة، وتتصدّيان بكل حسم للمؤامرات التى تستهدف النيل من أمن ومقدرات الدول الخليجية والعربية.