دعا رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه بري، القوى السياسية واللبنانيين جميعا، إلى عدم استحضار لغة وسلاح وتاريخ الحرب الأهلية، ونزع فتيل أى تفجير سياسى قد يحدث، وأن يقفوا عند حد الاكتفاء بما جرى فى أحداث العنف والاشتباكات الدامية التى وقعت مؤخرا فى منطقة الجبل.
وأنهى اتفاق الطائف (وثيقة الوفاق الوطنى اللبناني) الذى أُبرم بوساطة من المملكة العربية السعودية أواخر عام 1989 ، الحرب الأهلية اللبنانية التى امتدت ما بين 1975 وحتى 1990 ، حيث توافق السياسيون والأطراف المتصارعة على إنهاء الحرب، وإعادة رسم نظام الحكم السياسى اللبناني، وحل جميع الميليشيات المسلحة وتسليم أسلحتها إلى الدولة.
وقال برى – فى كلمة له مساء الجمعة خلال احتفال طلابى – إن منطقة الجبل "تشهد اليوم امتحان السلم الأهلي".. مؤكدا تأييده إجراء تحقيق فى الوقائع الدامية التى شهدها الجبل، فضلا عن إجراء المصالحات السياسية والعائلية اللازمة، ضمانا للعيش الواحد المشترك.
وحذر رئيس المجلس النيابى من خطورة الوضع الاقتصادى الذى يعيشه لبنان، إلى جانب وجود خطر توطين اللاجئين الفلسطينيين، ومخاطر التهديدات الإسرائيلية المستمرة، بالإضافة إلى توقيع العقوبات الدولية.. متسائلا: "ماذا ننتظر لكى نتوحد ونتصالح ؟".
وأشار إلى أن لبنان مصمم، ومهما طال الزمن، على أن يكون ممرا لعودة أبناء الشعب الفلسطينى إلى وطنهم وتقرير مصيرهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، لافتا فى هذا الصدد إلى الالتزام اللبنانى بالموقف الفلسطينى الموحد.
وشدد برى على أن بلاده بسلطتيها التنفيذية والتشريعية، ومراجعها السياسية والدينية، مصممة على الدفاع عن مواردها البحرية (من الغاز والنفط فى البحر المتوسط) على ذات النحو، بل وبصورة أقوى من الدفاع عن أراضيها.
وشهدت منطقة الجبل يوم الأحد قبل الماضى أحداث عنف واشتباكات مسلحة، حيث قطع عدد من أنصار الحزب التقدمى الاشتراكى الطرق بمدن وقرى الجبل، تعبيرا عن الاحتجاج على زيارة وزير الخارجية رئيس "التيار الوطنى الحر" جبران باسيل. كما تعرض موكب وزير شئون النازحين صالح الغريب، وهو حليف لباسيل، لإطلاق النيران عقب مشاركته فى جانب من جولة الوزير باسيل.