قال نزيه خياط، عضو المكتب السياسى لتيار المستقبل اللبنانى، إن اللقاء الذى لقب بلقاء المصارحة والمصالحة على الساحة الدرزية بلبنان لحل الأزمة داخل الحكومة اللبنانية هو أشبه باستراحة المحارب السياسية، لأن ما سبقه من عنف في الخطاب السياسي الاستفزازي للبعض سبق حادثة الاشتباك في منطقة الجبل الدرزي، وهذا يعيدنا إلى المناخات التي كانت عشية الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، وهي تذكرنا كذلك بجولات المعارك خلال الحرب اللبنانية وما كان يليها من اتفاقات متكررة لوقف إطلاق النار.
وأضاف عضو المكتب السياسى لتيار المستقبل اللبنانى، فى تصريح لـ"انفراد" أن المرحلة بمشهديتها اليوم يمكن وصفها بجولات معارك سياسية شبيهة بما كان يحصل عسكرياً خلال الحرب، متابعا: هذا من الناحية التوصيفية للمناخ السياسي المحتدم فى لبنان نتيجة المواقف الاستفزازية ذات الطابع الطائفي والمذهبي للبعض.
وتابع نزيه خياط: ساهم هذا اللقاء في إخراج أزمة انعقاد مجلس الوزراء اللبناني من عنق الزجاجة مضافاً إليه أن بيان وزارة الخارجية الأمريكية أتى على شكل إنذار مبطن بضرورة عدم التلاعب بالتوازنات السياسية و الطائفية في لبنان و ضرورة احترام التوازنات الوطنية واعتماد الشفافية واحترام القوانين بعيدا عن التدخل السياسي في أعمال القضاء اللبناني المناط به التحقيق فى الاشتباكات الأخيرة فى الجبل.
واستطرد: إذا لم تحسم هذه المشكلة بسرعة من قبل الرؤساء اللبنانيين الثلاثة، خاصة بعد صدور الموقف الأمريكى، فإنه كان من الممكن أن يؤدي إلى اتخاذ الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية مباشرة في حال إصرار البعض الذهاب بعيدا في الإخلال بالتوازنات الدقيقة القائمة حالياً في لبنان، أما وقد انتهت الأمور بعقد هذا اللقاء على الطريقة اللبنانية "التسووية" فهذا لا يعني أن الأوضاع السياسية ستكون مريحة أو أن الأمور ستكون ميسرة للحكومة في المدى القريب و المتوسط في حال إصرار البعض على الاستمرار في اعتماد خطاب سياسي تعبوي تحريضي خدمة لأجندة شخصية فئوية مغامرة، قد تطيح بالاستقرار الهش فى لبنان وتداعياته على الاقتصاد المأزوم جدا، وعلى المالية العامة للدولة، وبالتالي تطيير نتائج مؤتمر سيدر للنهوض بالاقتصاد اللبناني من كبوته وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة التي أقرها مجلس النواب اللبناني مؤخراً .
وانفرجت مؤخرا أزمة أحداث العنف والاشتباكات المسلحة التي وقعت في جبل لبنان وأخذت طابعا دمويا، وما خلفته من تداعيات وانقسامات سياسية هي الأعنف والأكثر خطورة على البلاد منذ تشكيل الحكومة اللبنانية في 31 يناير الماضي، وذلك بإعلان رئيس الوزراء سعد الحريري في مؤتمر صحفي مساء امس عن التوصل إلى مصالحة بين أطراف النزاع وفتح صفحة جديدة من التعاون بين الجميع، وذلك في ضوء مبادرة قادها رئيس مجلس النواب نبيه بري وتلقفها الجميع على نحو مفاجىء وغير متوقع.