أخبار فلسطين
تحل اليوم الجمعة الذكرى الـ 68 لمذبحة (دير ياسين)، مع استمرار عملية التهجير القسرى للفلسطينيين بهدف تطهير سكانها العرب، وتتزامن مع هذه العمليات حملات مكثفة من العنف والإرهاب والمجازر على نطاق محلى؛ كى تزرع فى نفوس السكان حالة من الهلع والذعر ليقوموا بإخلاء قراهم حفاظا على أرواحهم ومتاعهم وأعراضهم.
وكانت مجزرة (دير ياسين) عاملا مهما فى الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أخرى من فلسطين إلى البلدان العربية المجاورة لما سببته من حالة رعب عند المدنيين، وهى التى أدت إلى إشعال الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948، واشتعلت الأحقاد بعد قرار بريطانيا بسحب قواتها من فلسطين؛ ما ترك حالة من عدم الاستقرار.
وفى كتاب مناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل السابق (الثورة)، يقول إن مذبحة (دير ياسين) أسهمت مع غيرها من المجازر الآخرى فى تفريغ البلاد من 650 ألف عربى.
وأضاف بيجين - فى كتابه - أن الاستيلاء على (دير ياسين) كان جزءا من خطة أكبر، وأن العملية تمت بكامل علم الهاجاناه (وهى منظمة عسكرية صهيونية تأسست وقت الانتداب البريطانى لفلسطين)، وبموافقة قائدها (بن جوريون)، وأن الاستيلاء على (دير ياسين) يعد إحدى مراحل المخطط العام رغم الغضب الذى عبر عنه المسؤلون فى الوكالة اليهودية والمتحدثون الصهاينة.
ومجزرة (دير ياسين) - التى نفذتها جماعتان صهيونيتان (آرجون) و(شتيرن) - قتل خلالها بين 250 إلى 360 شهيدا بدم بارد، طبقا لشهود العيان فى ذلك الوقت، وهذه القرية الواقعة (غرب مدينة القدس المحتلة) كان عدد سكانها 750 نسمة فى ذلك الوقت فروا وتركوها خوفا على حياتهم.
ففى مثل هذا اليوم التاسع من أبريل عام 1948، دخلت قوات (آرجون) الإرهابية من شرق القرية وجنوبها ودخلت قوات (شتيرن) الإرهابية من الشمال ليحاصروا القرية من كل جانب حتى يفاجئوا السكان، وهم نائمون وقوبل الهجوم بلا مقاومة فى بادىء الامر وكما يقول الكاتب الفرنسى باتريك ميرسييون إن المهاجمين لم يخوضوا مثل تلك المعارك من قبل فكان الأيسر لهم إلقاء القنابل وسط الأسواق المزدحمة عن مهاجمة قرية تدافع عن نفسها لذلك لم يستطيعوا التقدم أمام هذا القتال العنيف لمواجهة صمود أهل القرية واستعان المهاجمون بدعم من قوات (البالماخ) فى أحد المعسكرات بالقرب من القدس، وقامت بقصف القرية من جانبها، واستولوا على القرية بعد ذلك عن طريق تفجير بيت بيت بالديناميت، واستمرت أعمال القتل يومين، قامت - خلالها - قوات الاحتلال بتعذيب وبتر أعضاء وذبح الحوامل وإلقاء 35 من الاطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة كما تم اقتياد 25 من الرجال الاحياء فى حافلات ليطوفوا بهم داخل القدس على غرار الجيوش الرومانية ثم تم إعدامهم رميا بالرصاص، وبعد ثلاثة أيام من المذبحة تم تسليم قرية (دير ياسين) لـ(الهاجاناه) لاستخدامها مطارا.