وثق فيلم جديد بعنوان "عاصم" عددا من انتهاكات الحوثيين بحق اليمنيين للمخرجة الأردنية نسرين الصبيحى، من خلال نقله مشاهد مفجعة لأطفال يمنيين يموتون جوعا ومرضا ومجاعة يعيشها الأطفال هناك فى قرية أسلم بمحافظة حجة شمالى اليمن.
وتواجه اليمن أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود، لتعرضها أمام بصر العالم ليشاهد جيل كامل من أطفال اليمن يفنى بفعل الجوع والمرض والحرب.
استعرض الفيلم عددا من قصص الأطفال اليمنيين، ومن بينها قصة الطفل "عاصم" أحد أطفال قرية أسلم، الذى كان يعيش حياة طبيعية لكنه أصبح يعانى من ضمور نتيجة سوء التغذية الشديد وقصور الرعاية الصحية، حيث لا توجد مراكز طبية ولا إمكانيات إسعافيه بسبب حصار المنطقة.
ومن جانبها وصفت نسرين الصبيحى، حال سكان قرية "أسلم" بمحافظة حجة فى ظل استمرار الحصار الذي يفرضه الحوثيون عليهم فى المنازل والقرى ليحول أراضيهم إلى ساحة مفتوحة للانتهاكات، قائلة :"إنهم يعيشون حالة بائسة للغاية ويعتمدون في غذاءهم على أوراق الشجر كوجبة غذائية رئيسية لأطفال اليمن فيعرض الفيلم سيدة ترتب أوراق الشجر فى قدر صغير، ثم تصب عليه الماء لتطبخه ويكون ذلك هو الوجبة الرئيسية لأطفالها"، بحسب الإندبندنت عربية.
وقالت: "من غير الواضح كم عدد الأطفال الذين قضوا جوعا فى اليمن"، إلا أنها أكدت أن مدنيين يمنيين بينهم أطفال أصبحوا أكثر ضعفا وجوعا من أي وقت مضى، وتنقل نسرين مشاهداتها بقولها إن الوضع الإنسانى باليمن أسوأ كثيرا في الوقت الراهن ولا تخفى خلال حديثها أن بعض سكان القرية همسوا سرا لها أنهم يتمنون زراعة أراضيهم الخصبة لكن ميليشيا الحوثى تمنعهم ليبقى حالهم رهانا للمزايدت السياسية وتحقيق مكاسب سياسية من قبل الحوثيين ويسوق وضعهم المعيشي على أنه بسبب أوضاع الحرب، واستمرار الحصار الذي يفرضه الحوثي عليهم في المنازل والقرى، وتتابع" في الواقع لم أجد أي مظاهر للحرب في تلك المنطقة وقيل لى أن أقرب خطوط المواجهات الحربية منطقة حيران والتي تبعد عنهم أكثر من 40 كيلو متر".
واختير الفيلم ليصبح مجازا بالجامعات كمادة علمية، وأضافت الصبيحى أن أهالي القرية يشكون من عدم وصول المساعدات الإغاثية لهم والبعض منها تتم بالإسقاط جوا، وخلال عرض فيلم "عاصم" في مهرجان غرب أوروبا الدولي للأفلام فى بروكسل قدمت المخرجة للحضور كارثة إنسانية يعيشها أطفال اليمن وسط تصاعد موجات القصف والحصار.
وتضيف "كان الحضور متعاطفا ومتأثرا ومندهشا من الحقائق التي وثقها الفيلم بمشاهد مفجعه لأطفال يمنيين يموتون جوعا وخاصة ما يظهر قصور المنظمات في القرى حيث يتحمل الأطفال قسطا وافرا من المعاناة الانسانية في اليمن جراء الحرب والحصار، وكذلك دور الحوثيين فى استغلال حال المدنيين فى مناطق سيطرتهم، واستهجن الحضور من شعارات الحوثيين الداعية إلى الموت".
يذكر أن فيلم "عاصم" ترشح لثلاث جوائز فى "مهرجان غرب أوروبا الدولي للأفلام لفئات أفضل قصة من قصص الحروب، وأفضل تصوير سينمائي وأفضل فيلم للعلم والتعليم "واختير عاصم من ضمن 1200 فيلم تقدموا للمهرجان وتمت التصفيات ليصبح عدد الأفلام المشاركة 220 فيلما، من ضمنهم فيلم "عاصم" وتوج بفوزه بجائزة العلم والتعليم وأصبح مجازا بالجامعات كمادة علمية.