انعقدت بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بالعاصمة التونسية، اليوم ، أعمال المؤتمر الخامس للمسئولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العرب، بمشاركة ممثلين عن وزارات الداخلية في الدول العربية، وجهات عدة معنية بحقوق الإنسان، فضلا عن جامعة الدول العربية ولجنة حقوق الإنسان العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
ووفقا لما نشرته وكالة الأنباء السعودية، رأس أعمال المؤتمر المستشار بوزارة الداخلية السعودية عبد الكريم بن سعيد الكرانى .
وفي كلمته الافتتاحية التي قرأها نيابة عنه الأمين العام المساعد خالد المعمرى، أكد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان، أن هذا اللقاء السنوى أراده مجلس وزراء الداخلية العرب مناسبة لتبادل التجارب وتقاسم الخبرات وتدارس أهم قضايا حقوق الإنسان في العمل الأمنى.
وأضاف، أن تنوع المواضيع المدرجة على جدول أعمال المؤتمر يعكس حرص الأجهزة الأمنية العربية الدائمة على احترام حقوق الإنسان أثناء القيام بالعمل الأمنى وإنفاذ القانون.
وتابع ، أن مناقشة صيغة جديدة لمشروع الإستراتيجية العربية لتعزيز حقوق الإنسان في العمل الأمني المدرجة على جدول أعمال المؤتمر، من شأنه أن يسهم في تعزيز احترام أجهزة الشرطة والأمن لهذه الحقوق من خلال ما تضمنه من أهداف وما رسمه من سياسات وطنية وعربية فاعلة وما حدده من سبل لتدعيم التعاون العربى والدولى والتنسيق بين الأجهزة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدنى.
وقال،"لا شك أن موضوع حقوق الإنسان في سياق مكافحة الجرائم الإلكترونية يكتسى أهمية بالغة في عالمنا اليوم في ظل التطور غير المسبوق في استخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى، وما نتج عن ذلك من جرائم مختلفة يطرح التصدى لها وإقامة الدليل الرقمى عليها قضايا تتعلق بحقوق الإنسان مثل حرية التعبير واحترام الخصوصية الشخصية".
وشدد الأمين العام في سياق كلمته، على أهمية مناقشة موضوع دور الشرطة في حماية حقوق الإنسان السياسية والمدنية، الذي سيكون فرصة لتقييم أداء أجهزة الأمن العربية في هذا المجال من خلال إبراز الجهود الكبيرة التي تقوم بها ومعالجة النواقص التي قد تشبه هذا الأداء، مشيرًا إلى أن هذا الأمر ينسجم مع الحرص الدائم لدى المجلس من أجل تقييم أداء أجهزة الأمن عمومًا وترشيد العمل وحوكمة الإجراءات لضمان نجاعة المرفق الأمنى، وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان لدى الأجهزة الأمنية، بحيث تصبح تلك الثقافة سياجًا منيعًا يحول دون أى انتهاك لحقوق المواطنين او انتقاص لكرامتهم.
من جانبه، أكد رئيس المؤتمر المستشار بوزارة الداخلية عبد الكريم بن سعيد الكرانى، أن من المعلوم أن حقوق الإنسان وواجباته قد نشأت مع بداية الخليقة حيث خلق الله تعالى الإنسان ومنحه مجموعة من الحقوق وفرض عليه مجموعة من الواجبات، وإعمال هذه الحقوق مما يقاس بها تقدم الدول وتطورها.
وتوجه الكراني في سياق كلمته بالشكر إلى وزراء الداخلية العرب على جهودهم المحمودة لتعزيز الأمن والاستقرار والحفاظ على حقوق الإنسان وكرامته، التي منها تطوير العمل الأمنى المشترك بين الدول العربية، والتنسيق بين أجهزة الأمن العربية في هذا المجال.
وأوضح أن الدول العربية سعت من خلال دساتيرها وتشريعاتها وقوانينها وإجراءاتها المختلفة إلى إعمال وحماية وتعزيز حقوق الإنسان، وتوفير الضمانات القانونية والإدارية لحمايتها، مؤكداً أن وزارات الداخلية تعد من أهم مؤسسات إنفاذ القانون وقد حرصت على الالتزام بها في جميع المهام وأعمالها.
وناقش المجتمعون عددا من القضايا المهمة، من بينها حقوق الإنسان في سياق مكافحة الجرائم الإلكترونية، ودور الشرطة في حماية حقوق الإنسان السياسية والمدنية، كما استعرضوا تجارب وزارات الداخلية العربية في مجال حقوق الإنسان، فضلاً عن مناقشة مشروع الإستراتيجية العربية لتعزيز حقوق الإنسان في العمل الأمنى الذي أعيدت صياغته خلال اجتماع أمس.