شهد مؤتمر التعاون الصيني - العربي لنقل التكنولوجيا ودفع الابتكار، خلال الدورة الرابعة لمعرض الصين - الدول العربية في ينتشوان بمنطقة نينجشيا ذاتية الحكم، لقومية هوي في الجزء الشمالي الغربي من الصين، حضور أكثر من 500 مسؤول حكومي، وخبير ورجل أعمال من الصين ومصر والمغرب ودول أخرى، توصلوا إلى توافق في الآراء لتعزيز نقل التكنولوجيا بين الصين والدول العربية وتعميق التعاون الثنائي.
وذكرت وكالة شينخوا الصينية ، أن الدول العربية تقع في منطقة تلاقي الحزام والطريق، فتعد الصين والدول العربية شريكين طبيعيين في البناء المشترك للحزام والطريق، وخاصة بعد اقترحت الصين مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، دخلت العلاقات الصينية- العربية والتعاون بينهما مرحلة جديدة، ووفر الابتكار التقني والتعاون التكنولوجي قوة دافعة للمزيد من التنمية المشتركة الصينية- العربية.
نظام "بيدو" الصيني للملاحة
انعقدت دورتان من منتدى التعاون العربي الصيني لنظام "بيدو" للملاحة بالأقمار الاصطناعية في كل من الصين وتونس، وحقق التعاون بين الصين والدول العربية بشأن نظام "بيدو" للملاحة، تقدما كبيرا بعد إقامة المنتدى. وفي إبريل 2018، تم إنشاء مركز التميز لتكنولوجيا بيدو الصيني- العربي في تونس، وهو أول مركز خارجي صيني لنظام "بيدو"، حيث أصبح نافذة لإظهار تطور هذا النظام، وكيفية تطبيقه، وكذلك منصة تعاون مفتوحة.
وفي مارس هذا العام، اختبر طاقم خبراء صيني تشغيل آلة زراعية عن بُعد باستخدام هذا النظام وتقنية الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية في معهد للهندسة الزراعية شمال غربي تونس، حتى الآن، أثبت نظام "بيدو" بنجاح كيفية تثبيت النظام على الآلات الزراعية في تونس والسودان، مما يخدم الزراعة المحلية الدقيقة.
قال محمد بن عمور، الخبير بشؤون تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، إن نظام "بيدو" الصيني للملاحة بالأقمار الاصطناعية، يتمتع بإمكانات هائلة في الدول العربية، بفضل الجهود المشتركة بين الصين والدول العربية، وأصبحت أغلب هيئات الأقمار الاصطناعية في المنطقة العربية على دراية بنظام بيدو ومنافعه.
وتابع قوله إنه مع احتضان الدول العربية المبادرة الرقمية، فإنه واثق من أن نظام "بيدو" يمتلك إمكانية كبيرة للاستخدام الواسع في مختلف المجالات مثل النقل والطاقة، وسيتمتع بمستقبل باهر في العالم العربي.
تكنولوجيا الطاقة الجديدة
يلعب التعاون في مجال الطاقة الجديدة دورا هاما في التعاون الثنائي الصيني - العربي، وتعد محطة حصيان لتوليد الكهرباء بالفحم النظيف في دبي، المحطة الأولى بالفحم النظيف في منطقة الشرق الأوسط، وهي أيضا أول مشروع محطة طاقة في المنطقة، تشارك فيه مؤسسة صينية في الاستثمار والبناء والتشغيل في إطار مبادرة الحزام والطريق.
ومن المتوقع أن تقوم أول وحدة من الوحدات الأربع لمحطة حصيان بتوليد الطاقة بحلول عام 2020 ، عندما تستضيف دبي معرض أكسبو العالمي كأول مدينة عربية، وسينتج المشروع بأكمله 2400 ميغاوات، ستشكل 20 % من مزيج الطاقة المستقبلية في دبي.
ومنذ العام 2015، تعمل الشركة الصينية "شاندونج إليكتريك باور المحدودة" (سيبكو3) على إنجاز المشروعين الثاني والثالث لمجمع (نور) للطاقة الشمسية المركزة في وارزازات المغربية، مما يساعد المغرب على تقليل اعتماده على واردات الطاقة وتطوير قطاع الطاقات المتجددة في البلاد.
تعكس مشروعات الطاقة الجديدة مفهوم التعاون المتبادل والمنفعة المشتركة بين الصين والدول العربية، وتحقق الإدارة الدولية الحديثة بالمعنى الحقيقي، وتقدم معيارًا للجانبين في مجال تعاون الطاقة الجديدة.
مفهوم التنمية الخضراء
يعتبر التصحر "سرطان الأرض" وتعاني منطقة الشرق الأوسط منه الأمرّين، وكذلك بذلت الصين الجهود جيلا بعد جيل في مجال مكافحة التصحر ونجحت في تحويل آلاف الهكتارات من الصحاري والكثبان الرملية إلى غابات خضراء.
شاركت الحكومة الصينية خبراتها وتكنولوجيا مكافحة التصحر مع الدول العربية، عبر إقامة البرامج التدريبية بشأن مكافحة التصحر، ويأتي المزيد والمزيد من الخبراء من دول الشرق الأوسط وإفريقيا، بما فيها العراق والجزائر والأردن والمغرب وتونس وغيرها، إلى الصين للاستفادة من التجارب الصينية للسيطرة على التصحر.
قال الخبير العراقي بشأن مكافحة التصحر سرمد الأمين لـ((شينخوا)) "لدي أمل، وهو نقل الخبرات الصينية في مجال مكافحة التصحر إلى العراق الذي يعاني من مشاكل كبيرة في التصحر". يعد الأمين أحد الخبراء الأجانب الذين شاركوا في تبادلات بالصين تتعلق بمكافحة التصحر، ودرسوا نظريا وعمليا مجالات الزراعة في المناطق الصحراوية، وتجربة التنمية المستدامة مثل تربية المواشي في المناطق الصحراوية.
نحن نعيش على نفس الكوكب، ونتنفس نفس الهواء، وبيننا مفاهيم مشتركة كثيرة، أبرزها في هذا المجال هي "الخضرة، الكربون المنخفض، إعادة التدوير والاستدامة"، وفي هذا الصدد، تتضافر جهود الصين والدول العربية، في إطار البناء المشترك للحزام والطريق، وتتركز على التنمية المشتركة والمنفعة المتبادلة وخاصة تعميق الابتكار التقني والتعاون التكنولوجي، على أساس حماية البيئة المحلية، والسعي معا نحو بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.