أدى مستوطنون متطرفون، اليوم السبت، شعائر وطقوسا تلمودية فى مقبرة باب الرحمة، الملاصقة للسور الشرقى للمسجد الأقصى المبارك، وأفاد شهود عيان بأن نحو 28 مستوطنا بحماية من شرطة الاحتلال اقتحموا المقبرة، وأدوا شعائرهم وطقوسهم التلمودية فيها.
من جانبه، أكد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، أن الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما (الدونم يعادل كيلومترا مربعا) وبكل مبانيه ملك للمسلمين وحدهم، مشددا على أن منع الأوقاف الإسلامية بالقدس من الوصول إلى أى جزء فيه يعد تدخلا فى شئون الوصاية الأردنية الهاشمية على الأقصى.
وقال الشيخ عمر الكسوانى -فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن تصرفات شرطة الاحتلال وتصريحات المتطرفين اليهود التى تفضح طموحاتهم فى الاستيلاء على المنطقة الشرقية (مبنى باب الرحمة) لإقامة كنيس لهم، جعل لدينا تخوفات من تحقيق هذه الأطماع التى يطلقها المتطرفون بدعم وحماية من حكومة الاحتلال، مشيرا إلى أن الاحتلال هو قوة غاشمة قائمة على منطق البلطجة وليس لهم أى حق نهائيا فى الدخول واقتحام باحات الأقصى أو إغلاق أى جزء فيه أو إجبارنا على الحصول على أى إذن قبل دخول أى جزء منه.
وشدد على أن المسجد الأقصى لا يخص الفلسطينيين وحدهم، بل يخص كل المسلمين فى جميع أنحاء العالم ، وواجبهم الدفاع عنه كشعوب مسلمة عربية وغير عربية، مشددا على أن الأقصى عقيدة، ولن نتخلى عن عقيدتنا، ولن نرضى بإغلاق جزء منه ولن نتنازل عنه، فالأقصى ذكر فى القرآن الذى يتلى ويتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة.
ولفت إلى أن مبنى باب الرحمة كانت تستخدمه الأوقاف كقاعة للامتحانات فترة الـ16 عاما الماضية، لكن مع تجديد مجلس الأوقاف مؤخرا وزيادة عدد أعضائه إلى 18 عضوا بدلا من 11 عضوا، قاموا بالدخول إلى مبنى باب الرحمة لأنه داخل أسوار المسجد الأقصى وتحت وصاية الأوقاف ولا يحتاج أبدا أى إذن لدخوله، وتفقد المجلس الجديد للأوقاف حالة المبنى لاسيما وأن الاحتلال لا يسمح بترميمه على مدار ال16 عاما الماضية، وقاموا بتفقد المبنى من الداخل وأداء صلاة الظهر فما كان من الشرطة الإسرائيلية بوضع جنازير وأقفال على البوابة الخارجية وأى واحد يقوم بنزعها تقوم بحبسه.
وذكر الشيخ الكسوانى بأن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" أقرت بأربع قرارات أن المسجد الأقصى يخص المسلمين وكل ما يجرى من محاولات تهويدية حفريات فى البلدة القديمة بالقدس هى باطلة ويجب أن تتوقف عنها إسرائيل وتعيدها كما كانت، لكن كانت ردة الفعل الإسرائيلية هى الانسحاب من اليونسكو وضرب عرض الحائط بكل القوانين الدولية ومعاهدات السلام،وهو ما يفضح أطماعهم الواضحة فى المسجد الأقصى والقدس القديمة والقصور الأموية والحفريات فى منطقة حائط البراق.
ويسعى الاحتلال من خلال الاقتحامات شبه اليومية لتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود كما فعل فى المسجد الإبراهيمى فى الخليل جنوبى الضفة الغربية.
ويقصد بالتقسيم الزماني، تقسيم أوقات دخول المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، أما التقسيم المكانى فيقصد به تقسيم مساحة الأقصى بين الجانبين، وهو ما تسعى إسرائيل لفرضه، ويعتبر تعديا على هوية المسجد واستفزازا لمشاعر المسلمين، إلى جانب تدخلها المباشر فى إدارة المسجد وعمل الأوقاف الإسلامية.
ويزعم اليهود أن لهم "هيكلا" أو"معبدا" كان موجودا مكان المسجد الأقصى وبناه سيدنا سليمان عليه السلام، لذلك يسعون لإعادة بناء المعبد المزعوم كهدف استراتيجي، من خلال الاقتحامات التى يقومون بها والتى ازدادت وتيرتها.