أكدت جامعة الدول العربية أن موضوع الابتكار من أكثر الموضوعات ارتباطًا بالتنمية الاقتصادية والبشرية ولاسيما فى عصر الذكاء الاصطناعى والثورة الصناعية الرابعة التى نعيشها حاليًا، مشددة على أن نهضة الأمم تبدأ من نهضة العقول فبدون ابتكار لن تتقدم الشعوب والحكومات.
جاء ذلك فى الكلمة التى ألقتها الوزير المفوض الدكتورة مها بخيت مدير إدارة الملكية الفكرية والتنافسية فى افتتاح أعمال الاجتماع الإقليمى العربى حول مؤشر الابتكار العالمى التى بدأت اليوم الثلاثاء، بمقر الجامعة العربية بحضور ماريو ماتيوس نائب المدير العام بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية، والدكتور وليد عبدالناصر مدير المكتب الإقليمى للدول العربية بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية.
وقالت بخيت نحن نتابع عن كثب المحاولات الناجعة لعدد من الدول العربية للحاق بالركب العالمى فى مجال الابتكار ونلاحظ التقدم المحرز لها فى مؤشر الابتكار العالمى عامًا بعد عام، مهنئة دولة الإمارات العربية المتحدة على تقدمها فى مؤشر الابتكار العالمى لعام 2019 ليكون ترتيبها الأولى عربيًا و36 عالميًا، وتليها دولة الكويت فى المركز الثاني.
وأكدت بخيت أهمية الاستفادة من تجارب هذه الدول ومحاولة تطبيقها فى الدول العربية الأخرى واتخاذ الآليات اللازمة لتحسين التنافسية العالمية لديها، والاستفادة من مؤشر الابتكار العالمى كونه معيارًا عالميًا لقياس تقدم الدول فى مجال الابتكار.
وشددت على أن الحكومات وصانعى السياسات فى المنطقة العربية يولون اهتمامًا خاصًا بموضوع الابتكار وذلك من خلال إنشاء هيئات وصناديق لتمويل الابتكارات وتبنى شباب المخترعين والمبتكرين والاهتمام بالانفتاح الأكاديمى مع الجامعات العالمية ومراكز الأبحاث التابعة للجامعات وإنشاء مكاتب للملكية الفكرية فى كافة الجامعات العربية لإفادة الطلاب وتعزيز الوعى لديهم فى شتى مجالات الملكية الفكرية وخاصة براءات الاختراع، لافتة إلى أن الاهتمام بإقامة معارض للمبدعين والمخترعين يكون له اثر جيد جدا فى تشجيع الابتكار.
وأضافت بخيت أن العديد من الدول العربية بدأت منذ فترة اعتماد استراتيجيات للابتكار ضمن خطة التنمية المستدامة لديها، وقالت: "نحن من جهتنا فى جامعة الدول العربية نعمل أيضًا على تبنى الاستراتيجيات الخاصة بالابتكار والبحث العلمى والملكية الفكرية لما له من دور أساسى فى النهوض بالمجتمعات اقتصاديًا واجتماعيًا وخلق بيئة ابتكارية لتحفيز الشباب".
وأشارت إلى أن قضايا الابتكار والإبداع والاختراعات بند رئيسى على جدول أعمال القمم العربية، وفِى هذا الإطار فقد أصدرت القمة العربية فى سرت فى الدورة الثانية والعشرين مارس 2010 قرارًا بشأن الدفع بجهود البحث العلمى والتكنولوجيا فى الدول العربية وعليه تم البدء فى صياغة الاستراتيجية العربية للبحث العلمى فى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وهى استراتيجية منبثقة عن الاستراتيجية العربية للبحث العلمى والتكنولوجيا والابتكار.
ويناقش الاجتماع على مدى ثلاثة أيام عددًا من الموضوعات المهمة منها برنامج المنظمة العالمية للملكية الفكرية للتنمية، ونظرة عامة على مؤشر الابتكار العالمى لعام2019، وأنشطة الويبو فى المنطقة العربية، ونظرة عامة على أنشطة جامعة الدول العربية بالمنطقة فى مجال الابتكار، والابتكار كأداة لدفع عملية التنمية، وجوانب التنمية فى مؤشر الابتكار العالمي، وقياس التقدم فى الابتكار وموقف الدول العربية من مؤشر الابتكار، وتركيز الوايبو على الابتكار فى المنطقة العربية، ومدخلات الاسكوا فيما يتعلق بالابتكار، ودور الجامعات والمراكز البحثية نحو تعزيز التكنولوجيا والابتكار.