شددت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية على استقلالية ونزاهة القضاء فى المملكة العربية السعودية، وذلك بعد الإعلان عن تنفيذ حد الحرابة والتعزير فى 47 إرهابيا، وأن التنفيذ تم وفق الصكوك الشرعية التى صدرت بحق كل واحد من المتهمين، والتى قضت بحد الحرابة بحق أربعة مدانين والقتل تعزيرا لـ43 مدانا.
ولفتت السفارة، فى بيان لها اليوم الأحد، إلى أن الأحكام الصادرة من قضاء المملكة يراعى فيها قواعد الإثبات الشرعية ومعايير التكييف الصحيح للوقائع، دون النظر إلى انتماءات أطراف النزاع الفكرية أو العرقية أو الطائفية، بل ركزت على الأفعال الإرهابية التى قام بها المدانون وراح ضحيتها العديد من الأبرياء، وفق ما جاءت به الشريعة الإسلامية من مبدأ المساواة والعدل بين الخصوم.
وأكدت السفارة على تصريحات وزير العدل السعودى، الشيخ د. وليد بن محمد الصمعانى، بأن "المدانين الذين نفذ بحقهم أحكام القتل خضعوا لمحاكمة طُبق فيها كل الضمانات القضائية التى كفلت تحقيق العدالة"، موضحا أن قضاء المملكة مؤسسى وموضوعى يستند فى أحكامه وأنظمته على أحكام الشريعة الإسلامية التى أعادت الحقوق واقتصت من المذنبين وأنصفت المظلومين، كما أنه مستقل لا سلطان عليه إلا سلطان الشريعة الإسلامية وهذا ما أكدته أنظمة المملكة وشدد عليه ولاة الأمر".
كما أوضح وزير العدل، أن إجراءات التقاضى استغرقت سنوات ومرت بكل درجاته، ومضيفا: "أن قيادة المملكة أعطت اهتماما وعناية كبيرة بمرفق القضاء، ودعمته بكل السبل التى من شأنها تطويره لتحقيق العدل بإذن الله"، مبينا أن محاكمات المتهمين فى المحكمة الجزائية المتخصصة كغيرها من محاكم المملكة، وأن المتهمين تمتعوا بالحقوق والضمانات التى تضمن لهم محاكمة عادلة، أمام قضاة مستقلين لا سلطان عليهم فى قضائهم لغير سلطان الشريعة الإسلامية، ويحق للمتهم فيها أن يستعين بمحامٍ للدفاع عنه، وأن يعترض على الأحكام الصادرة عليه بالطرق المقررة للاعتراض".
وفى ذات السياق، أكد مفتى المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، "أن تنفيذ الأحكام الشرعية فى 47 من الجناة، استند على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن فى ذلك الحرص على الأمة واستقامتها واستقرارها والدفاع عن أمنها وأموالها وأعراضها وعقولها".
وقال مفتى المملكة، "إن هذه الأحكام شرعية لا لبس فيها، فهذه حدود الله لا يميز فيها أحد عن أحد، بل هى على الجميع".
وفى بيان رسمى لها، أوضحت وزارة الداخلية السعودية، "أنه قد تم تنفيذ الحكم على كل محكوم بمعزل عن الآخرين، وتولى الطبيب المختص إثبات وفاة كل محكوم فى موقع التنفيذ، كما أنه تم التثبت من شخصية كل محكوم قبل التنفيذ باستخدام البصمة إضافة إلى تمكينهم من إثبات وصاياهم".
وأكد البيان، "أن وزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد أن هذه البلاد التى اتخذت من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - منذ قيامها دستورا ومنهاجاً لها، لن تتوانى عن ردع كل من يهدد أمنها وأمن مواطنيها والمقيمين على ترابها، أو يعطل الحياة العامة، أو يعيق إحدى السلطات عن أداء واجباتها المنوطة بها فى حفظ أمن المجتمع ومصالحه، أو يؤلب خفية أو علنا على الفتنة والمنازعة، ومواقعة أعمال الإرهاب، أو يدعو إلى إحداث الفرقة وتمزيق وحدة المجتمع، وتهديد السلم الاجتماعى فيه، أو الإخلال بأمنه ونظامه العام، وأنها ماضية بمشيئة الله بكل عزم وحزم فى المحافظة على استتباب الأمن واستقراره، وتحقيق العدالة تنفيذ أحكام الشرع المطهر فى كل من يتعدى حدود اللّه وعلى أنفس الأبرياء المعصومة، وأموالهم، وأعراضهم".
هذا، وقد أكدت هيئة حقوق الإنسان فى المملكة، "أن الجرائم الإرهابية المنسوبة للمحكوم عليهم هى أشد الجرائم خطورة فى كل الشرائع السماوية والأنظمة القانونية، وتتمثل هذه الجرائم البشعة فى قتل الأبرياء والتحريض على ذلك، وخطفهم والتمثيل بهم، وتفجير المنشآت العامة والخاصة والمجمعات السكنية، وترويع الآمنين، وحيازة واستخدام الأسلحة والمتفجرات وتصنيعها وتهريبها، واستهداف منسوبى الجهات الأمنية والعسكرية، والسطو المسلح، والانتماء إلى تنظيمات ارهابية وتنفيذ أهدافها، واستهداف البنى الاقتصادية، وغير ذلك من الجرائم التى ثبت قضاء نسبتها إليهم".
وأكدت الهيئة فى بيانٍ لها، "أنها تابعت وحضرت المحاكمات فى هذه القضايا، وتأكد لها استيفاء إجراءات المحاكمة للأصول الشرعية والقانونية، ومبادئ وضوابط المحاكمات العادلة، وحصول المحكوم عليهم على الضمانات القانونية المقررة، وتم نظر هذه القضايا من ثلاثة قضاة فى المحكمة الجزائية المتخصصة، واستأنفت هذه الاحكام أمام خمسة قضاة فى محكمة الاستئناف، ثم أعلى درجات المراجعة القضائية أمام خمسة قضاة فى المحكمة العليا، وهذه الإجراءات تأتى مستوفية للضمانات التى تنص عليها أنظمة المملكة والمعايير الدولية ذات الصلة".
وتشدد سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية، على أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله وصوره، وأياً كانت الجهة التى تقف وراءه، وتقديم المذنبين للعدالة ومحاكمتهم وفق القوانين والتشريعات.