دعت المملكة العربية السعودية، المجتمع الدولى والأمم المتحدة، إلى التحرك لإجبار الميليشيات الحوثية على وقف زراعة الألغام "مصائد الموت"، التى تتسبب فى سقوط عشرات الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح، واتخاذ تدابير عاجلة للتصدى لمخزونات الأسلحة الحوثية ونزع سلاح هذه الميليشيا الإرهابية.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية "واس"، فجاء ذلك خلال كلمة المملكة أمام لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) فى الجلسة المنعقدة حول البند 47 (الأعمال المتعلقة بالألغام) التى ألقاها عضو وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السكرتير ثانى فيصل بن سعيد البيشى.
وأعرب البيشى عن تقدير وفد المملكة لجهود الأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص "دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام" UNMAS، فى مجال إزالة الألغام، والجهود الأممية التى بذلت فى تحقيق استراتيجية الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، مضيفا إن الألغام تشكل خطراً فى شتى أنحاء العالم، وإن المملكة هى من تلك الدول التى تواجه خطراً على سكانها وسلامة أراضيها، حيث قامت مليشيات الحوثى بزرع عشرات الآلف من الألغام على الحدود السعودية اليمنية وبشكل عشوائى.
وأضاف البيشى: " كما قامت هذه المليشيات بتطوير الألغام وصناعتها بشكل يسهل إخفاءها فى البيئة المحلية مما يضاعف من خطرها على المدنيين، وزرعتها بشكل عشوائى فى المدن والقرى اليمنية، وراح ضحية ذلك الآلاف من المدنيين بما فيهم الأطفال والنساء بين قتيل وجريح، ولم تقتصر انتهاكات المليشيات الحوثية على زراعة الألغام البرية فحسب، بل قامت بزرع الألغام فى جنوب البحر الأحمر، مهددة بذلك أمن وسلامة خطوط البحرية الدولية والسلم والأمن الإقليمى والدولي، مما يشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة.
وأكد أن المملكة سعت إلى إبعاد اليمن عن حافة الانهيار وتجنيب مواطنيه شبح الموت، وذلك عن طريق مشروع مسام لإزالة الألغام الذى أتم عامه الأول فى الخامس والعشرين من شهر يونيو الماضي، ويكتسب هذا المشروع أهمية بالغة نظراً لدوره الفعال فى إنقاذ أرواح الآلاف من الأبرياء، إذ يسعى المشروع من خلال فرقه الميدانية إلى استكمال تطهير الأراضى والسواحل اليمنية من الألغام التى قام الحوثيون بصناعتها وزراعتها بطريقة عشوائية.
وأفاد البيشى، أن مشروع مسام تمكن حتى يومنا هذا من إزالة أكثر من مئة ألف لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، وبالرغم من فداحة هذا الرقم إلا أن فرق مسام تطمح لتحقيق معدلات أفضل أثناء المرحلة المقبلة، نظراً لإيمانها الراسخ بقيمة رسالتها الإنسانية التى تهدف من خلالها إلى التغلب على المآسى الناجمة عن انتشار الألغام وإنقاذ حياة المدنيين.
وأوضح أن مشروع مسام واحداً من جملة المشاريع والمبادرات التى تقدمها المملكة لليمن لرفع المعاناة عن هذا الشعب الذى عانى الأمرين، ولعل مراكز الأطراف الاصطناعية المنشأة فى مأرب وعدن بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تشكل هى بدورها بصيص الأمل للذين فقدوا أطرافهم خاصة النساء والأطفال الذين يمثلون أغلب الضحايا، فقد قامت هذه المراكز بتوفير العلاج والتأهيل اللازم لحوالى 1840 من المصابين، علاوة على تكفل مركز الملك سلمان للإغاثة بتسديد تكاليف علاج عدد من الحالات بالمراكز الطبية العامة والخاصة باليمن وداخل المملكة، ويجرى العمل حالياً على افتتاح مركز ثالث فى تعز قريباً.