أكد "تيار المستقبل" فى لبنان، رفضه أى دفع بالبلاد إلى حرب أهلية جديدة أو تعرضها لأى انهيار اقتصادي، مشيدا بالدور الإيجابى للجيش والقوى الأمنية فى حماية المتظاهرين بمسئولية عالية فى كافة الميادين والساحات اللبنانية.
وحذر المكتب السياسى لتيار المستقبل – فى ختام اجتماعه الطاريء الذى عقد اليوم لاستعراض التطورات السياسية التى يشهدها لبنان – من خطورة افتعال أى صدام مع الرأى العام المنتشر فى جميع ساحات لبنان، ومن أى محاولات لوضع المتظاهرين السلميين فى مواجهة مع الجيش والقوى الأمنية، داعيا جميع اللبنانيين إلى الثقة بقواهم العسكرية والأمنية.
وشدد على أن الجيش والقوى الأمنية يضطلعون بجهود كبيرة لحماية المتظاهرين وتأمين النظام العام، مطالبا اللبنانيين بعدم الانجرار وراء أية شائعات تستهدف إشعال الفتن.
وأشار إلى أن "الانتفاضة الشعبية" غير المسبوقة التى تشهدها البلاد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، تجسد مطالب مزمنة ومحقة لجميع اللبنانيين، منوها بانضباط المتظاهرين وتفهم رئيس الحكومة سعد الحريرى لهذه المطالب.
وقال: "الحريرى تبنى مطالب المتظاهرين فى الورقة الإصلاحية التى أعلنها يوم الإثنين الماضي، وسبق له أن سعى إلى اعتمادها منذ تشكيل الحكومة الراهنة، غير أن المناكفات السياسية والمصالح الضيقة حالت دون إنجازها، وصمود المتظاهرين ساهم إلى حد كبير فى ولادة ورقة الحريرى لإنهاء الأزمة وتحقيق الإصلاحات".
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الجارى سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة فى عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد فى مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذى أصاب الخدمات التى تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.
وتتركز مطالب المتظاهرين فى الدعوة لاستقالة الحكومة وأن تتشكل حكومة إنقاذ انتقالية من الاختصاصيين (تكنوقراط) وإجراء انتخابات نيابية مبكرة ومحاسبة مرتكبى جرائم العدوان على المال العام.