أفادت هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، اليوم الأحد، بأن الأسير طارق قعدان 46 عاما من قرية عرابة جنوب غرب جنين شمال الضفة الغربية علق إضرابه المفتوح عن الطعام، بعد التوصل لاتفاق يقضى بتحديد اعتقاله الإدارى مطلع فبراير المقبل.
وقالت الهيئة - فى بيان اليوم - إن الأسير قعدان علق إضرابه عن الطعام بعد 88 يوما من إضرابه المفتوح ضد اعتقاله الإدارى، حيث تم تخفيض الحكم الحالي من ستة أشهر الى أربعة، على أن تكون جوهرية وغير قابلة للتجديد، ويفرج عنه بتاريخ 8/2/2020.
ولفتت إلى أن الأسير قعدان مر بوضع صحى صعب خلال فترة إضرابه عن الطعام التى استمرت لنحو 3 أشهر متواصلة، وعانى من أوجاع فى مختلف أنحاء جسدة ونقص حاد فى وزنه تجاوز الـ 30 كيلوجراما.
والاعتقال الإدارى هو اعتقال دون تهمة أو محاكمة، يعتمد على ملف وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويمكن، حسب الأوامر العسكرية الإسرائيلية، تجديد أمر الاعتقال مرات غير محدودة، حيث يتم استصدار أمر اعتقال إداري لفترة أقصاها ستة شهور قابلة للتجديد.
فى سياق آخر، حذرت هيئة الأسرى من التدهور الخطير للحالة الصحية للأسير المريض سامي أبو دياك (38 عاما)، القابع فى "عيادة مشفى الرملة"، وذلك بسبب سياسة الاحتلال المتعمدة بقتله طبيا وعدم الإفراج عنه أو تقديم الرعاية الطبية اللازمة لحالته الحرجة.
وقالت الهيئة - فى بيان - أن الأسير أبو دياك لا يستطيع الوقوف على قدميه مطلقا، وتم نقله ثلاث مرات الى مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي الاسبوع الماضي لإعطائه ثلاث وحدات من الدم، حيث يعاني من نقصان حاد بالدم.
وأوضحت أنه بات معرضا للموت في أية لحظة، حيث نهش السرطان جميع أنحاء جسده النحيل والمصفر، ولم تعد المسكنات تؤت أية نتائج لتخفيف من آلامه وأوجاعه المميتة.
ولفتت الهيئة إلى أن الأسير سامى أبو دياك وهو من محافظة جنين، مصاب بالسرطان منذ أكثر من ثلاثة أعوام، بسبب تعرضه لخطأ طبي متعمد بعدما أُجريت له عملية جراحية في الأمعاء فى سبتمبر عام 2015 في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، حيث تم استئصال 80 سم من أمعائه، وأُصيب إثر ذلك بالتهابات شديدة وبتسمم وفشل كلوي ورئوي، حيث خضع بعدها لثلاث عمليات جراحية، وبقى تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولا بأجهزة التنفس الاصطناعى.
وأضافت أنه معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد لثلاث مرات و30 عاما، هو واحد من بين 13 أسيرا يقبعون بشكل دائم في معتقل "عيادة الرملة"؛ أدمنوا تعاطي المسكنات والمنومات هربا من أمراضهم الخطيرة والقاتلة في ظل تعمد إدارة السجون الإسرائيلية قتلهم طبيا.
ومازال يواصل أربعة أسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإدارى، أقدمهم الأسير إسماعيل علي من بلدة أبو ديس، والمضرب منذ (96) يوما على التوالى، يليه من حيث المدة الأسير أحمد زهران المضرب منذ (36) يوما، والأسير مصعب الهندي منذ (34) يوما، والأسيرة هبه اللبدي منذ (34) يوما.
وأوضح نادى الأسير - في بيان اليوم - أن المحكمة العليا للاحتلال رفضت الالتماس المقدم باسم الأسير إسماعيل علي، وأبقت على اعتقاله الإداري، رغم الظروف الصحية الخطيرة التي وصل لها جراء الإضراب، كما أصدرت سلطات الاحتلال أمر اعتقال إداري جديد بحق الأسير أحمد زهران لمدة أربعة شهور، وذلك قبل انتهاء أمر اعتقاله الإداري بيومين.
وكانت إدارة معتقلات الاحتلال نقلت الأسير مصعب الهندي وهو من بلدة تل في نابلس، إلى معتقل "عيادة الرملة" وذلك بعد تدهور طرأ على وضعه الصحي، علماً أن الهندي تعرض لعملية نقل متكررة منذ شروعه بالإضراب، كان آخرها إلى زنازين معتقل "أوهليكدار"، وذلك قبل نقله مؤخراً إلى الرملة.
ولفت إلى أن الأسيرة اللبدي نقلت إلى إحدى المستشفيات المدنية للاحتلال يوم الخميس الماضى، وأعيدت في نفس اليوم إلى زنازين معتقل "الجلمة" رغم التدهور المستمر على وضعها الصحي، مع رفضها أخذ المدعمات، واحتجازها في ظروف قاهرة وصعبة.
ووفقا لإحصائيات رسمية، يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال نحو 5700، من بينهم 48 أسيرة، و230 طفلا، و500 معتقل إداري.