تطورت موجة التظاهرات التى يشهدها لبنان منذ عصر الأحد، إلى تحركات لقطع الطرق السريعة والرئيسية وإعاقة حركة مرور السيارات، وذلك فى عدد من المحافظات؛ لاسيما فى العاصمة بيروت.
وتوجهت تجمعات من المحتجين صوب الطرق الرئيسية والسريعة والتقاطعات الحيوية، وافترشوا الطرق، فى حين أقدم آخرون على الاستعانة بسياراتهم الشخصية لمنع حركة المرور، وأشعلت تجمعات فى عدد من المناطق الإطارات المطاطية فى منتصف الطرق، فى حين استخدم محتجون فى مناطق أخرى عوائق مختلفة من بينها سواتر ترابية وصناديق النفايات والحواجز الأسمنتية.
وحاولت قوات الجيش والقوى الأمنية منع المتظاهرين من قطع الطرق وإعاقة حركة السير، سواء من خلال التفاوض معهم أو عبر تشكيل حواجز بشرية على جوانب الطرق، غير أن الأعداد الكبيرة من المتظاهرين باغتت القوى الأمنية من أكثر من اتجاه فى المنطقة الواحدة، رافضين الخروج من الطرق ومعلنين بدء الاعتصام.
ولم تشهد وقائع قطع الطرق من قبل المتظاهرين، أى مصادمات عنيفة مع الجيش والقوى الأمنية، والتى اضطرت إلى التراجع فى مواجهة الأعداد الكبيرة من المحتجين.
وبدأت قوات الجيش فى تنفيذ انتشار واسع فى محيط الطرق المغلقة، حيث قامت بإزالة العوائق فى عدد من الشوارع الرئيسية والفرعية التى خلت من المتظاهرين الذين توجهوا إلى أماكن أخرى بعد أن وضعوا العوائق.
واعتبر المتظاهرون أن السلطة السياسية متباطئة فى تنفيذ مطالب الحراك الشعبى الذى بدأ قبل نحو 3 أسابيع، على نحو اقتضى النزول إلى الشوارع وقطع حركة السير وإعاقة المرور فى إطار من الضغط الشعبي، مشيرين إلى أنه منذ أن تقدم رئيس الوزراء سعد الحريرى باستقالة الحكومة الثلاثاء الماضي، ولم يتحدد موعد الاستشارات النيابية الملزمة والتى يتم بمقتضاها تكليف شخصية بتشكيل الحكومة الجديدة، على نحو يمثل "مماطلة وشراء للوقت" فى مواجهة مطالب الشارع.
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الماضى سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية فى عموم البلاد، اعتراضًا على التراجع الشديد فى مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذى أصاب الخدمات التى تقدمها الدولة؛ لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.