أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن الأوضاع التى يمر بها لبنان تقتضى تشكيل حكومة من الاختصاصيين المستقلين الذين لا علاقة لهم بالأكثرية السياسية الموجودة حاليا، مشددا فى نفس الوقت على رفضه أن تتشكل حكومة من اختصاصيين تسميهم الأكثرية السياسية كون هذا الأمر يمثل فخا يبتعد عن حل الأزمة.
وقال جعجع، فى حديث له اليوم لإذاعة "لبنان الحر"، إن حزب القوات اللبنانية لا يوافق على أى حكومة لها أى علاقة بالسياسيين وبالأكثرية النيابية والوزارية، لافتا إلى أن الوزراء الذين كانوا يمثلون الحزب داخل الحكومة المستقيلة، كانوا يعيشون حالة من التململ جراء عدم تطبيق أو اعتماد أية معالجات أو إصلاحات حقيقية، الأمر الذى أوصل البلاد إلى الحالة الراهنة.
وأشار، إلى أن اللبنانيين خرجوا فى كافة أرجاء لبنان، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ليس لكى يعودوا إلى منازلهم من دون أى نتيجة، مؤكدا أن أسباب النزول والتظاهر واقعية ووثيقة الصلة بالوضع المعيشى اليومي، ومرجحا استمرار "ثورة اللبنانيين" ولو بأشكال مختلفة.
واعتبر أن هناك بعض القوى فى السلطة، تحاول الالتفاف "بطرق ملتوية" على مطالب الناس، فى مواجهة تصميم اللبنانيين وثباتهم واستمراريتهم فى حراكهم، مستشهدا على صحة حديثه بالطروحات حول تشكيل الحكومة الجديدة بأن تكون مزيجا من السياسيين والاختصاصيين، وهو ما يعنى عدم إحداث أى تقدم أو تغيير.
وقال، "الجزء الأكبر من المشكلة يكمن فى تصرف وممارسة قوى الأكثرية الوزارية والنيابية، لذلك أعتبر أن ما يحصل هو عملية التفاف على مطالب الناس. نحن بالطبع بحاجة لاختصاصيين من أجل اجتياز هذه المرحلة الصعبة غير أن الكلمة المفتاح فى هذه الأيام هى (مستقلون) والتى تناساها المعنيون بالأمر والذين يسوقون اليوم لحكومة اختصاصيين تسميهم القوى السياسية".
وأضاف، "نحن بحاجة إلى مستقلين لا يتأثرون بأى من القوى السياسية التى كانت تُشكل الأكثرية الوزارية باعتبار أن الأخصائى إذا ما كان يتأثر بالقوى السياسية التى أتت به فهذا يعنى أننا لم ننجز أى تقدم ولا نزال فى نفس المكان الذى نحن فيه اليوم".
ونفى جعجع، صحة الاتهام بأن حزب القوات اللبنانية يقطع الطرق والشوارع، مشددا على عدم صحة هذا الاتهام بالكامل، وأنه يأتى فى إطار محاولة الالتفاف على ثورة اللبنانيين، مشيرا إلى أن قطع الطرق بمعرفة المتظاهرين يشمل جميع أنحاء لبنان وليس فى المناطق التى يتواجد فيه أعضاء ومناصرو حزب القوات.