قال الكاتب البريطانى روبرت فيسك إن نظرة إنسان الشرق الأوسط إلى العدل تختلف كثيرا عن نظرة أبناء الغرب.
ونوّه فيسك- فى مقال مطوّل فى صحيفة (الإندبندنت)- عما يعتريه من غضب لدى سماع غربيين يعلنون أن الحياة رخيصة فى الشرق الأوسط، مشددا على خطأ هذا التصور؛ فالحياة غالية.
وأكد أن الموت هو الرخيص فى الشرق فى الأوسط والداني؛ بفضل الحروب والاحتلال والقمع، حتى صار العدل والموت والصفقات القاسية -حتى مع الشيطان- جزءا دائم الحضور فى السرد اليومى لأبناء هذه البقعة (الأتعس) من العالم، قائلا إنه كمراسل صحفى فى الشرق الأوسط يواجه دائما خطر الموت فى صراعاتها الدامية، وأنه لا يضيع وقتا فى التساؤل عن أشياء ومعانٍ من قبيل "قيمة العدل فى الأرض" على النحو المهووس به أبناء هذه المنطقة، على حد تعبيره.
واتهم فيسك بالإسهام فى تعزيز حضور سردية الموت فى الشرق الأوسط، لا سيما بنشوء الدواعش الذين هم من بين توابع الاجتياح البربرى للعراق عام 2003، قائلا إن الدواعش تعلموا من وحشية الغرب فى سجن أبو غريب وآليات التعذيب الممنهج والاغتصاب والإذلال، فضلا عن صناعة الدواعش وتعليمهم الوحشية.
وأشار إلى بيع الغرب أسلحة لأنظمة قمعية فى الشرق الأوسط، موضحا "إن منطقة الشرق الأوسط وطن للنفوس المغدورة .. للعدل المنشود أبدا دون جدوى .. للوحشية فى أبشع صورها .. ونحن أبناء الغرب مَن نصنع هذا وذاك فى أبناء هذه المنطقة ممن لا يستحقون هذا ولم يقترفوا ما يستحقون به هذا المصير المريع".
واختتم فيسك قائلا إن ما يثير دهشته حقا هو إصرار أبناء هذه المنطقة على "نشدان العدل ومواجهة الكثير منهم للموت بلا خوف، فى نوع من الشجاعة – أو فلنقل الإيمان؟ نفتقر إليه نحن أبناء الغرب".