أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن الأوضاع المالية والاقتصادية للبنان تتدهور بشكل متسارع، وأن هناك انكماشا كبيرا في الاقتصاد ترتب عليه تخفيض الرواتب في القطاع الخاص وتسريح موظفين، لاسيما على مستويي الصناعة والزراعة، فضلا عن الوضع غير المستقر لسوق المحروقات في ظل شُح العملات الأجنبية وهو الأمر الذي سيؤثر حتما على سوق استيراد الأدوية والقمح.
واعتبر جعجع – في كلمة له الليلة في أعقاب اجتماع مطول لكتلة الجمهورية القوية (الكتلة النيابية لحزب القوات اللبنانية) – أن الأزمة المعيشية التي يشهدها اللبنانيون تكاد تكون أصعب ما تمر به البلاد منذ قرابة 100 عام، وأن وضع القطاع المصرفي أصبح دقيقا للغاية وأن المواطنين يجدون صعوبة في تحريك أموالهم، وهو ما يقتضي سرعة تشكيل حكومة إنقاذ وطني.
وقال: "لا يمكن تشكيل حكومة إنقاذ سوى باختصاصيين (تكنوقراط) مستقلين، لأن الأكثرية الحاكمة هي التي أوصلت نفسها إلى ما وصلت إليه حيث لم يعد هناك أي ثقة أو مصداقية".. مشيرا إلى أن التأخير في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي يقوم بمقتضاها النواب باختيار رئيس الوزراء وتكليفه تشكيل الحكومة، مرجعه تمسك البعض بالمناصب والمواقع والمكتسبات.
وأضاف: "للأسف هناك البعض يتمسك ويعرقل كل خطوة باتجاه الأمام فيما نحن بحاجة إلى كل دقيقة من أجل أن نستطيع وقف النزيف الحاصل والبدء بالخروج من الوضع الذي نمر به في حين أن المعنيين بالأمر يتأخرون ولا يقومون بأي شيء انطلاقا من رغبتهم في البقاء محتفظين بمقاعدهم ومكتسباتهم".
ولفت إلى أن هناك البعض يحاول التحايل عبر طرح تشكيل حكومة تكنو-سياسية (مزيج بين السياسيين والتكنوقراط) معتبرا أن هذا الطرح أسوأ من الحكومة السياسية مباشرة، لأنها الاختصاصيين بها لن يقدمون على أي خطوة قبل الرجوع إلى كتلهم النيابية والسياسية.
وأشار إلى أن تكتل (الجمهورية القوية) قرر ألا يحضر الجلسة التشريعية المقررة غدا في المجلس النيابي، مع استعداده حضور أي جلسة تحدد حصرا لانتخاب اللجان النيابية وهيئة مكتب المجلس، حفاظا على هيكلية المؤسسات الدستورية.