استعادت التحركات الاحتجاجية فى لبنان زخمها القوى بعد خفوت فى المشاركة وتراجع فى أعداد تجمعات المحتجين خلال الأيام الماضية خلافا للأسابيع الأولى لاندلاع المظاهرات؛ حيث احتشد المتظاهرون منذ الصباح فى الميادين والساحات الرئيسة، مع اقتراب موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للوزراء بتشكيل الحكومة والمقرر إجراؤها بعد غد الإثنين كما جابت مسيرات احتجاجية الشوارع الرئيسة فى مختلف المحافظات اللبنانية.
وبينما توزعت المطالب التى رفعها المتظاهرون والمحتجون، ما بين مطالب معظمها سياسى وأخرى معيشية واقتصادية، كان المطلب الأساسى المشترك فى ساحات التظاهر والشوارع، هو تشكيل حكومة إنقاذية مصغرة من الاختصاصيين المستقلين بمعزل عن المحاصصة والتقاسم الطائفى التقليدي.
وشدد المتظاهرون على استمرار انتفاضتهم والبقاء فى الشوارع والساحات حتى تتحقق مطالبهم فى شأن تشكيل الحكومة المقبلة، ومحاسبة مرتكبى جرائم الفساد والعدوان على المال العام، واسترداد الأموال المنهوبة، واستقلال السلطة القضائية وإبعادها عن التدخلات السياسية.
ورفع المتظاهرون أعلام لبنان واللافتات التى تحمل الشعارات الاحتجاجية المنددة بالتدهور الاقتصادى والطائفية السياسية.. مع التأكيد على الوحدة الوطنية اللبنانية، ونظموا تجمعات احتجاجية أمام عدد من المقار والمؤسسات الحكومية فى عدد من المحافظات، كما رفعوا مجسما لقبضة اليد المضمومة الشهيرة فى منطقة أنطلياس (بمحافظة جبل لبنان) مماثلا لـ"قبضة الثورة" الموجودة فى ساحة الشهداء بوسط العاصمة بيروت، مؤكدين أنه يعكس إصرارهم على الاستمرار لحين تحقيق مطالب الانتفاضة الشعبية.
وأشعل أحد المتظاهرين، فى ساحة رياض الصلح بوسط بيروت، النار فى جسده بصورة مفاجئة مستخدما سائلا معجلا للاشتعال، محاولا الانتحار من خلال إحراق نفسه، قبل أن يسارع المتظاهرون إلى إخماد النيران لإنقاذه، وحضر الصليب الأحمر اللبنانى على الفور وقام بنقله إلى المستشفى لتلقى العلاج.