فى حوالى الساعة السادسة والنصف من صباح، يوم الجمعة، كان آلاف الموظفين العسكريين والمدنيين في طريقهم إلى العمل فى قاعدة بنساكولا الجوية التابعة لسلاح البحرية فى ولاية فلوريدا، عندما فتح مطلق النار السعودى النار على فصل دراسى، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، وإصابة8 آخرين بجروح.
وقالت شبكة "إيه بي سي" إن المحققين يسعون لمعرفة ما إذا كان مطلق النار الذى قالت وسائل إعلام إنه ضابط الطيران السعودى محمد الشمرانى، قد ارتكب هذه الجريمة لأسباب دينية أو أيديولوجية أو ما إذا كانت هناك مشكلة ما أو عداوة نشأت أثناء مشاركته في تدريب عسكري في القاعدة.
واكتشف المحققون أن الشمرى قد نشر ما يشبه بيانا فى حسابه فى تويتر (حسابه معلق الآن) يظهر كراهية تجاه الولايات المتحدة إذ وصفها بأنها "دولة شر".
وبحسب الموقع الذى يتابع أخبار الجماعات المتطرفة "سايت"، كتب الشمرى فى المنشور الموجهة "للشعب الأمريكي": "أنا لست ضدكم لأنكم فقط من الأميركيين، أنا لا أكرهكم بسبب حرياتكم، أكرهكم لأنكم كل يوم تدعمون وتمولون وترتكبون جرائم ليس فقط ضد المسلمين بل أيضا ضد الإنسانية.. أنا ضد الشر، وأمريكا عموما تحولت إلى دولة شر".
وأضاف أنه "يكره" أمريكا كذلك بسبب "دعمها لإسرائيل وغزو بلدان مسلمة"، واقتبس كلمة لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن: "الأمن مصير مشترك، لن تشعروا بالأمن حتى نعيشه واقعا فى (فلسطين)، وتخرج القوات الأمريكية من أراضينا".
مديرة موقع "سايت" ريتا كاتز كتبت في تويتر أن كلمات الشمرى توحى "بدافع إرهابى"، مشيرة إلى أنه "لا يدعى الولاء لأى جماعة، ولكنه يحاكى بن لادن":
ووفقا لما نشره موقع "الحرة"، أشارت كاتز فى تغريدة أخرى إلى أن هجوم فلوريدا يشبه هجمات سابقة شهدت تسلل إرهابيين إلى منشآت عسكرية أمريكية بوسائل مختلفة، وفتح النار على عاملين أمريكيين فيها، مثل قاعدة الملك فيصل الجوية فى الأردن فى نوفمبر 2016 ، وعدة حوادث أخرى فى أفغانستان.
وبالرجوع إلى أرشيف حسابه على تويتر، فأن أغلب منشوراته هى منشورات دينية.
ونشر الشمرانى خبرا يتعلق بقرار الرئيس الأميركى دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية للقدس.
الملازم الثاني فى الجيش السعودى كان فى تدريب على "المبيعات العسكرية الخارجية للقوات الجوية الأمريكية" لمدة 3 سنوات بدأها فى 2017 وكان من المقرر أن ينتهي التدريب فى أغسطس العام المقبل، بحسب ديفيد إيستبورن المتحدث باسم البنتاجون.
المتحدث ذكر بحسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية إن التدريب يشمل دورات تعليمية للغة الإنكليزية والطيران تموله المملكة العربية السعودية.
وكشف أن 5181 طالبا أجنبيا من 153 دولة، من بينهم 852 سعوديا موجودون حاليا فى الولايات المتحدة لحضور تدريبات فى مجال التعاون الأمنى بوزارة الدفاع.
يذكر أنه في منتصف نوفمبر الماضي، كانت البحرية الأمريكية قد أعلنت أن 18 طيارا بحريا وفردين من أطقم الطائرات من القوات البحرية السعودية يتدربون مع البحرية الأميركية، بما يشمل مهمة في قاعدة بينساكولا التي وقعت فيها إطلاق النار.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، تفحص وزارة الدفاع المتدريبن أمنيا فى ما يتعلق بتهريب المخدرات والإرهاب والفساد والسلوك الإجرامي.
بحسب المعلومات المتوافرة، تمكن مطلق النار من الحصول على مسدس والدخول به للقاعدة، على الرغم من أن إدخال أسلحة للقاعدة محظور إلا على أفراد الأمن.
قائد شرطة مقاطعة إسكامبيا ديفيد مورغان أكد أن مطلق النار كان يحمل سلاحا شبه أوتوماتيكي. صحيفة نيويورك تايمز قالت إنه اشترى مسدس جلوك (9 مل) من السوق المحلية، ودخل به للقاعدة، وكان بحوزته أكثر من 4 قطع مخزن سلاح.
أطلق السعودى الرصاص فى مبنى الفصول الدراسية حوالى الساعة السادسة والنصف صباحا بالتوقيت المحلى، وهى ساعة الذروة بالنسبة لحوالى 10 آلاف عامل يقصدون هذه القاعدة.
ويبدو أنه كان يطلق النار عشوائيا، ولحسن الحظ، قلت عدد الضحايا نظرا لأن أحد الأشخاص استطاع سد أحد الأبواب في طريق المنفذ، ما مكن آخرين من الفرار.
مورغان الذى تفقد مسرح الجريمة قال إن كان يشبه "مواقع التصوير فى الأفلام" مضيفا: "لم يتوقع أحد حدوث ذلك".
جيف بيرجوش، مدير المرافق في القاعدة الذي كان قد وصل للتور هناك في هذه الساعة الصباحية قال إن عاملين علقوا داخل سياراتهم بعد إغلاق القاعدة، وشاهد سيارات السرطة والإسعاف تهرع إلى المكان.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصدر مطلع على التحقيقات أن 6سعوديين احتجزوا عقب إطلاق النار، من بينهم 3 شوهدوا وهم يصورون الهجوم بأكمله.