ذكرت الصحف اللبنانية، الصادرة صباح اليوم الأربعاء، أن شكل الحكومة الجديدة لم يعد عائقا كبيرا لدى القوى السياسية الرئيسية، مشيرة إلى أن الثنائى الشيعى "حزب الله وحركة أمل" تحرك باتجاه رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، للاتفاق على صيغة حكومة تمزج ما بين التكنوقراط والسياسيين معا (تكنو-سياسية) على أن تكون وسطية بحيث لا يشارك فيها سياسيون مرفوضون لدى الشارع.
وأشارت صحف "النهار والجمهورية والأخبار ونداء الوطن واللواء والشرق" إلى أن الأزمة القائمة حاليا تتمثل فى الخلاف بين الحريرى ورئيس التيار الوطنى الحر جبران باسيل، حيث إن الحريرى يصر على عدم توزير باسيل الذى أصبح بدوره يميل نحو عدم مشاركة التكتل الذى يرأسه "تكتل لبنان القوي" فى الحكومة بأى وزير فى مواجهة موقف الحريري.
واعتبرت الصحف، أن رئيس الجمهورية ميشال عون أقرب من أى وقت مضى إلى خوض معركة "كسر عظام" مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، ردا على ما يعتبره استهدافا مباشرا لعهده من خلال تصميم الحريرى على رفض إعادة توزير باسيل انطلاقا من التمسك بضرورة التخفيف من أوزار الأسماء الاستفزازية للشارع فى أى حكومة جديدة يترأسها.
وأكدت الصحف، أن الصيغة التكنو-سياسية الوسطية التى يعمل عليها الثنائى الشيعي، لا تحتكر الأحزاب السياسية الحقائب الأساسية فيها من خلال ممثليها التكنوقراط، بل يُعطى الحريرى هامشا واسعا فى التسمية أو امتلاك حق الفيتو على الأسماء المقترحة.
وأضافت، أن دوائر رئاسة الجمهورية تتعامل بشكل أكثر من جدى مع موعد الإثنين المقبل المحدد لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء الجديد وتكليفه تشكيل الحكومة، وذلك لحسم أمر الحكومة الجديدة مع إعطاء الأولوية للحريرى رغم إصرار الأخير على صيغة حكومة التكنوقراط الخالصة.
ورجحت الصحف، أن تظهر خلال اليومين المقبلين إشارات، إما أن تكون إيجابية وتمضى الأمور باتجاه تسمية الحريرى رئيسا للوزراء ليخوض فى أعقاب ذلك "رحلة شاقة" لتأليف الحكومة، أو أن تتجه الأمور "نحو الأسوأ" بتأجيل موعد الاستشارات النيابية مجددا ومن ثم بقاء الحريرى فى سدة تصريف الأعمال، محذرة من أن إرجاء الاستشارات يعنى حكما تأجيل المساعدات الدولية للبنان وهو ما سيترتب عليه التعجيل فى الانهيار الاقتصادى والمالى.