اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، أن روسيا تسعى لتوسيع دائرة نفوذها فى سوريا حتى تصبح أقوى لاعب أجنبى فى البلد الذى مزقته الحرب، وذلك عبر اعلانها عزمها تخصيص 500 مليون دولار لاستثمارها فى تطوير ميناء "طرطوس" السورى على السواحل الشرقية للبحر المتوسط.
وقالت الصحيفة البريطانية، "فى تقرير لها نشرته على موقعها الالكترونى، اليوم الأربعاء" إن موسكو دخلت الحرب السورية فى عام 2015 بهجوم عسكرى ساعد الرئيس بشار الأسد على تحويل الصراع لصالح نظامه وجعل روسيا من أصحاب النفوذ الحاسم فى الشرق الأوسط.
وأضافت، "طرطوس هى موطن القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا خارج دول الاتحاد السوفيتى السابق وتمنح موسكو سلاحا مهما فى البحر المتوسط، وفى عام 2017، أبرمت روسيا صفقة لاستئجار طرطوس لمدة 49 عامًا وتوسيع نطاق استخدامها لتشمل أغراضا تجارية مدنية، وأعلنت أنها تخطط لجعلها محور الجهود لإعادة بناء الاقتصاد المدمر فى سوريا".
ونقلت الصحيفة عن يورى بوريسوف نائب رئيس الوزراء الروسى، قوله للصحفيين، بعد اجتماعه مع الأسد فى دمشق أمس الثلاثاء، "إن الجانب الروسى يعتزم تحسين عمليات تشغيل الميناء القديم وبناء ميناء تجارى جديد"، مشيرا إلى أن المبلغ الإجمالى لاستثمارات روسيا فى طرطوس خلال السنوات الأربع المقبلة يقدر بنحو 500 مليون دولار.
وأضافت، "أنه فى الوقت الذى تستمر فيه حرب سوريا التى دامت تسع سنوات فى بعض أجزاء البلاد، تواصل موسكو بذل الجهود لإيجاد تسوية سلمية بعد انتهاء الصراع وحشد التمويل الدولى لإعادة بناء البنية التحتية للبلاد"، فيما أكد بوريسوف، فى هذا الشأن، أنه تمت أيضا مناقشة كيفية إعادة بناء الطرق السريعة والمطارات والسكك الحديدية التى تربط طرطوس بالعراق وتسمح بشحن البضائع إلى منطقة الخليج.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن مجموعة "سترويترانز جاز" الصناعية الروسية، برئاسة جينادى تيمشينكو، الصديق القديم للرئيس فلاديمير بوتين، الذى يخضع للعقوبات الأمريكية بسبب علاقاته بالكرملين، ساهمت فى بناء مصانع لمعالجة الغاز فى سوريا وسيطرت مؤخرا على منشأة لإنتاج مناجم الفوسفات والأسمدة، فيما قالت تقارير وسائل الاعلام الروسية إن سترويترانز جاز ستدير ميناء طرطوس.
وأفاد بوريسوف أيضا، أن بلاده سوف ترسل 100 ألف طن من الحبوب إلى سوريا كمساعدات إنسانية، حيث تبدأ الشحنات فى نهاية الشهر الجارى وتستمر حتى منتصف عام 2020.