أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكى للشئون السياسية السفير ديفيد هيل، أهمية استجابة القادة السياسيين اللبنانيين إلى مطالب الشعب والبدء فى تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمؤسسية الجادة، مشيرا إلى أن العديد من الزعماء السياسيين فى لبنان "وضعوا لفترة طويلة أولويات أحزابهم ومصالحهم الخاصة لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة الوطنية، على نحو أدى إلى الوضع الراهن الذى تشهده البلاد" على حد تعبيره.
جاء ذلك فى تصريح أدلى به مساعد وزير الخارجية الأمريكى عقب لقاء عقده اليوم الجمعة، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري.
وقال السفير هيل إنه نقل إلى رئيسى الجمهورية ومجلس النواب فى لبنان، فى وقت سابق من اليوم، الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات إصلاحية جدية ومستدامة من شانها أن تعيد لبنان على سكة الأمن والازدهار.
وأضاف: "هذه الاحتجاجات التاريخية وغير الطائفية والسلمية إلى حد كبير التى بدأت منذ أكثر من شهرين، تعكس مطالب الشعب اللبنانى بضرورة القيام بإصلاحات اقتصادية ومؤسساتية وحوكمة أفضل ووضع حد للفساد المستشرى فى لبنان والذى يعيق قدراته الهائلة".
وتابع قائلا: "الولايات المتحدة تستمر فى حث القوى الأمنية اللبنانية على متابعة تأمين سلامة المتظاهرين وامتناع جميع الأطراف عن استعمال العنف أو تكتيكات التخويف والترهيب".
وأضاف: "الولايات المتحدة لطالما كانت عبر عقود من الزمن شريكة للبنان، وهى مستعدة لمساعدته فى فتح صفحة جديدة من الازدهار الاقتصادى يتسم بالحوكمة الجيدة الخالية من الفساد.. كما أننا وإلى جانب أصدقاء آخرين للبنان يمكننا القيام بذلك فقط حين يتخذ القادة اللبنانيون التزامات واضحة وثابتة وذات مصداقية للقيام بالإصلاحات".
وقال: "كما أنه ليس للولايات المتحدة أى دور أو كلمة أو قرار حيال من يترأس الحكومة الجديدة أو أعضائها وهذا لا يمكن، وهذا الأمر منوط فقط بقادة لبنان الذين انتخبهم الشعب اللبنانى بأن يقوموا به".
وشدد على أن ما يهم الولايات المتحدة هو مدى التزام قادة الأحزاب فى لبنان الوفاء بالتزاماتهم لخدمة احتياجات الشعب من خلال الاستجابة لمطالبه والاستماع إلى صوته. مضيفا: "وحينها فقط يمكن للمجتمع الدولى أن يوظف قدراته لمساعدة هذا البلد".