انتقدت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها مؤتمر كوالالمبور الاسلامي المصغر، وقالت أن البلدان التي شاركت فيه لا تعى ما تفعل.
وكتبت الصحيفة تحت عنوان : "التعاون.. لا الانقسام" لا يوجد مسلم على وجه الأرض لا يريد أن تكون الدول الإسلامية في قمة تعاونها وتضامنها، فهذا الأمر مطلب لا غنى عنه، ففي تضامن الدول الإسلامية وتعاونها الخير الكثير للأمة؛ لما تملك من موارد اقتصادية وبشرية وجيوسياسية، تعزز من إمكاناتها التي لو صيغت الصياغة الصحيحة لأصبحت الدول الإسلامية مجتمعة قوة عالمية، لها موقفها، ولها كلمتها المسموعة.
وأضافت: هذا ما عملت وتعمل عليه المملكة منذ أمد بعيد، وما الدعوة المبكرة للملك فيصل - رحمه الله - إلى التضامن الإسلامي، وجولته على الدول الإسلامية لجعله واقعاً ملموساً إلا دليل من دلائل كثر على اتجاه المملكة ومنذ وقت مبكر، وعزمها على لمّ شمل دول العالم الإسلامي في بوتقة واحدة، تعطيها قوة بجمع الكلمة، وتوحيد الصف الذي كان مشرذماً، فالدول الإسلامية في وقت دعوة الملك فيصل كانت تعاني أوضاعاً سياسية واقتصادية صعبة، تحتاج فيها إلى من يقف بجانبها ماداً يد العون لها، كما كانت تعيش أوضاعاً فكرية متأرجحة بين المعسكرين الشرقي والغربي في محاولة لإيجاد موقع على خارطة المواقف آنذاك.
وتابعت الصحيفة السعودية: المملكة هي بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي، وهي السباقة إلى جمع كلمة المسلمين، وتعزيز مواقفهم أمام العالم، وهي المنافحة عن كل شأن يخص المسلمين في كل المحافل بالدعم السياسي والاقتصادي والتنموي، كل ذلك وأكثر جعلها تقود العالم الإسلامي، ولمّ شمل المسلمين بكل تمكن واقتدار، ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو موتور أو باحث عن مجد غير مشروع على حساب قوة العالم الإسلامي ووحدة صفه.
واختتمت :هذا ما يتمثل بالفعل في مؤتمر كوالالمبور، الذي من الواضح أن الدول المشاركة فيه لا تعي ما تفعل، فما تفعله أمر فاقد الاتجاه، فاقد المعنى، وفاقد بعد النظر للمصالح العليا للأمة، وفي مقدمتها وحدة الصف الإسلامي، التي نعمل لها، ونريد أن تكون واقعاً ينعكس على الدول الإسلامية ومكانتها بين دول العالم.