صوت الحوت الأزرق فى مصر وليبيا، انتشرت خلال الساعات الماضية مقاطع فيديو عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ويظهر فى خلفيتها أصوات غريبة، ادعى ملتقطو المقاطع المصورة أن هذه الأصوات تعود للحوت الأزرق، محذرين من هجرة غير طبيعية للحيتان من المحيطات إلى البحر المتوسط، حيث تقترب تلك الحيتان من السواحل المصرية والليبية المطلة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
مقاطع الفيديو المنتشرة على منصات السوشيال ميديا، أشار الأشخاص اللذين التقطوها، إلى أن الأصوات العالية الغريبة الصادرة من داخل البحر المتوسط تعود للحيتان، زاعمين أن انتقال الحيتان من المحيطات إلى البحر ظاهرة تنذر بكارثة طبيعية وشيكة، وبينما يزعم البعض أن هذه الظاهرة تسمى "أبواق السماء" ولا تعود لهجرة الحوت الأزرق، يقول البعض الآخر، إن الصوت يعود للحيتان المهاجرة التى لا تستطيع العودة مره أخرى لمياه المحيطات كونها ضلت طريقها فى البحر المتوسط وخرجت على الشاطئ، وهو ما أسموه بظاهرة (انتحار الحيتان)، فإن هذا الادعاء يبدو غير صحيح أيضًا، وذلك لأنه لم ترصد أى حيتان على الشواطئ المصرية أو الليبية، كما أنه لم تصدر أى جهة رسمية من كلا البلدين حتى الآن توضيحًا لظاهرة الصوت الغريب.
وبعد موجة تشكيك فى كون هذه الفيديوهات قديمة أو أن الأصوات مفبركة وتم تركيبها على الصورة، سعى بعض الأشخاص لنفى تلك الشكوك، ببث بعض الفيديوهات مباشرة لتوضيح أن الصوت غير مفبرك، كما تعمد البعض الآخر أن يذكر اسم المدينة التى يتواجد فيها والتاريخ الذى التقط فيه مقطع الفيديو، حيث انحصرت تلك الفيديوهات فى الفترة ما بين 12 ديسمبر الجارى وحتى يومنا هذا.
ويذكر أن دراسة حديثة، بقيادة علماء فى جامعة ستانفورد، كانت قد توصلت إلى أن طريقة الصيد الخاصة بالحوت الأزرق التى تحمل سر بلوغه أحجاما ضخمة ليكون أكبر الحيوانات على الإطلاق، ووفقا لما ذكره تقرير سابق على شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية، فإن لحيتان البالينية، التى تنتمى لها الحيتان الزرقاء والحدباء، تمتلك شعيرات طويلة فى أفواهها بدلا من الأسنان، التى تعمل كفلاتر عملاقة.
وتسمح هياكل الكيراتين هذه للثدييات البحرية بابتلاع كميات هائلة الماء، مليئة بالعوالق والأسماك الصغيرة مرة واحدة، ما يتيح لها تناول المزيد من السعرات الحرارية بكميات أكبر مما تأكله الدلافين (مثلا)، التى تصطاد فريسة أكبر من أجل البقاء.
ووجدت الدراسة أن وفرة مصدر الغذاء الضئيل هو العامل المقيد لنمو حيتان البالين، وتبين أن كمية توافر كائنات krill فى محيطات العالم خلال أشهر الصيف، تحدد مدى نمو حجم الحيوانات الضخمة، ويتحقق حجمها الكبير من خلال تناول كميات ضخمة من الطعام، الذى يقدم الدعم للحيتان أثناء نموها، ويزعم الباحثون أن حجم هذه العملاقة يتحدد بوفرة الفرائس الموسمية فقط.
وفى الدراسة استخدم الباحثون أجهزة السونار فى المياه والسجلات التاريخية للفريسة فى معدة الحوت، لتقدير كثافة الفريسة بالقرب من كل حيوان، وتبين أن الحيتان ذات الفلاتر هى فقط التى طورت استراتيجية صيد دفعتها لتصبح بأقصى حجم ممكن.