وضعت سلطات الاحتلال الإسرائيلى، ومجموعة من المستوطنين، اليوم الأحد، "شمعدانا" على الحرم الإبراهيمى الشريف وسط الخليل، فيما اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، بحجة عيد "الحانوكا".
ففى الخليل، جنوب الضفة الغربية، قال شهود عيان إن مجموعة من المستوطنين برفقة جيش الاحتلال، وضعوا شمعدانا على السطح الخارجى للحرم الإبراهيمى الشريف.
والحرم الإبراهيمى، هو رابع مكان مقدس للمسلمين جاءت قدسيته كونه بنى فوق مغارة مدفون فيها كل من النبى إبراهيم وزوجته سارة، وولدهما إسحق وولده يعقوب وزوجتيهما، رفقة وليئة.
يذكر أنه، وقبل أكثر من عقدين من الزمن، وبالتحديد يوم 25 فبراير 1994؛ قام شخص إسرائيلى يدعى باروخ جولدشتاين وبصحبة عدد من المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي؛ بتنفيذ مذبحة الحرم الإبراهيمى فى مدينة الخليل، واستشهد فى حينه 29 مصليا وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.
كما تم تقسيم المسجد مكانيا، وتحويل جزء منه إلى كنيس يهودى بشكل رسمى لأول مرة فى تاريخه فى العام نفسه، فأصبح 60% من مساحته لليهود، وباقى المسجد للمسلمين، وتم فصل هذين الجزئين بحواجز وبوابات حديدية محكمة ووضعوا فيها ثكنات عسكرية للإشراف والمراقبة، حيث تعتبر المنطقة مركزا للصراعات الجارية بين الفلسطينيين المسلمين والإسرائيليين اليهود.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"؛ قد أعلنت فى يوليو 2017، عن البلدة القديمة فى الخليل، "منطقة محمية" بصفتها موقعا "يتمتع بقيمة عالمية استثنائية"، وذلك فى أعقاب تصويت 12 عضوا فى "لجنة التراث العالمي" التابعة للمنظمة الأممية لصالح القرار، مقابل معارضة ثلاثة فقط وامتناع ستة عن المشاركة فى عملية التصويت.
فى سياق آخر، وفى القدس، اقتحم عشرات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس، بأن 59 مستوطنا، و20 من موظفى حكومة الاحتلال اقتحموا الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية فى باحاته.
وتأتى هذه الاقتحامات، فى سياق حملة دعا إليها مستوطنون لتصعيد عمليات اقتحام الأقصى، تزامنا مع ما يسمونه عيد الأنوار "الحانوكا" العبرى الذى يحل اعتبارا من اليوم ولمدة أسبوع.
ويتم خلال فترة العيد، إضاءة شمعة كل يوم تثبت فى شمعدان خاص بهذه المناسبة، ولا صلة لهذا العيد بالتوراة، إنما بالحروب ضد اليونانيين وللدلالة على انتصار وتغلب الأقلية على الأغلبية فى العام 164 ق.م. "وفق المعتقدات اليهودية الشائعة منذ القرن الثانى قبل الميلاد".
أما الاسم، "حانوكا" فى العبرية فهو للدلالة على ثمانية شمعات، أى أنه يجب اضاءة ثمانية شمعات، أما عيد الأنوار لأن الخلاص وصل كالنور المشع بغتة.
وانتشرت عادة استعمال الشمعدان، المؤلف من ثمانية ثقوب خاصة بالشموع التى تضاء على مدار الأيام الثمانية للعيد، وتشغل أو تصنع الشمعدانات بأشكال مختلفة وبطرق فنية عديدة، وفى بعض المواقع فى اسرائيل تنظم مباريات خاصة بصنع الشمعدانات لإثارة رغبة الجمهور الاسرائيلى فى التمسك بالعيد والمناسبة.
وتمارس العائلة اليهودية، خلال أيام العيد أنواعا كثيرة من الألعاب المنزلية، وذلك لعدم توفر الفرصة للخروج خارج البيت بسبب أحوال الطقس الممطر غالبا واشتداد الرياح العاصفة فى شهر ديسمبر.