في موسم عيد الميلاد، يتأمل الزوار بانبهار التماثيل المصفوفة في نوافذ العرض بمتاجر مدينة بيت لحم بالضفة الغربية وقد نُحتت بعناية فائقة لتجسد مشاهد للسيد المسيح في المهد.
لكن قليلين جدا من هؤلاء الزوار هم الذين يخطر ببالهم أن بعضا من الأخشاب المستخدمة يأتى من أشجار زيتون يمتد عمرها لأبعد من أحداث القصة القديمة التى تجسدها التماثيل.. ميلاد السيد المسيح.
ومن بين الهدايا التي يقبل عليها الزوار بشدة مجسمات للمزود الخشبي المصقول وهي الهدية التذكارية التي يشتريها أكبر عدد من الزوار في المدينة الفلسطينية بالضفة الغربية التي يُعتقد أنها مسقط رأس السيد المسيح.
ويتراوح ثمن التذكار بين دولارين و 70 ألف دولار بحسب الحجم والجودة. ونحتت جميع المجسمات في نحو 125 ورشة داخل بيت لحم وحولها. ويضفي الصانعون على كل منها طابعا مميزا سواء التماثيل التي ترمز للسيد المسيح أو السيدة العذراء أو الرعاة أو الملائكة.
وقال ماهر قنواتي، الرئيس التنفيذي لشركة (الأقواس الثلاثة)، وهي شركة تديرها عائلته ويعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، إن أحد البنوك الأمريكية دفع له في العام الماضي 120 ألف دولار مقابل مجسم كبير يتم عرضه في بهو البنك.
وأضاف أن معظم المجسمات تباع بما بين 600 و800 دولار.
وقال قنواتي (41 عاما) إن أشجار الزيتون يمكن أن يتجاوز عمرها 2000 عام، لكن الصناع قد يتعرضون لغرامات باهظة في حالة سقوط شجرة سليمة. وأضاف أن التماثيل تنحت من فروع الأشجار التي يتم قطعها خلال موسم التقليم في نوفمبر وديسمبر.
وعادة ما تأتي الجذوع الكبيرة المستخدمة في صنع مشاهد المهد من الأشجار التي يتم نقلها من مكانها لتشييد مبان جديدة أو في أعمال الطرق، ولا تتمكن من البقاء في أماكنها الجديد.
وقال "ننتظر موسمين للتأكد من موتها، ومن اختفاء أي أثر للون الأخضر فيها، قبل أن نقوم بتقطيعها".
وأضاف أن لأشجار الزيتون مكانة خاصة عن الفلسطينيين الذين يسعون جاهدين، قدر استطاعتهم، إلى تحويل كل الأشجار التي تتعرض للقطع إلى أعمال ذات قيمة أثرية باقية.