فى الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضي، شن الطيران الأمريكى غارة جوية قرب مطار بغداد، استهدفت قيادات من الحشد الشعبى العراقى، وبين هؤلاء كان هناك صيد ثمين للأمريكان.
أسفرت الغارة عن مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليمانى جنرال إيران الأكثر خطورة و"قائد الحربة" فى البلد المثير للقلق بالمنطقة.
ظهر اسم سليمانى بارزا فى ميادين الحروب الإيرانية بالوكالة، فى سوريا والعراق واليمن وغيرها من مناطق النزاعات، ورغم كونه ينحدر من عائلة فقيرة جنوب شرق إيران إلا أنه نجح فى عام 1979 فى الانضمام للحرس الثورى الإيرانى.
وشارك سليمانى أيضاً فى الحرب العراقية الإيرانية الطويلة التى دارت رحاها خلال الفترة من عام 1980 إلى عام 1988، وخلال ولايته نفذ الحرس الثورى عمليات اغتيالات واسعة ضد معارضين إيرانيين فى الخارج.
جاء اغتيال سليمانى بعد أيام قليلة من محاولات الحشد الشعبي اقتحام السفارة الأمريكية ببغداد، وهددت واشنطن حينها السلطات العراقية الموالية لإيران برد حاسم ثم جاءت عملية الاغتيال لتربك المشهد المضطرب، وتزيده تعقيدا حيث اعتبره البعض انتقاما ساخنا من إدارة ترامب ليس لمحاولات اقتحام السفارة فقط بل للرد على أى مخططات مستقبلية تنتويها إيران ضد الولايات المتحدة الامريكية ، وهو ما أوضحه مستشار الأمن القومى الامريكى فى سياق تبريره لقتل سليمانى ، مؤكدا أنها دفاعا عن أمن أمريكا ومصالحها ودرءا لعمليات وصفها بالـ"وشيكة" ضد مسئولين أمريكيين لم يسميهم.
وتوالت ردود الأفعال على مقتل سليمانى داخل واشنطن وخارجها، وسط مخاوف من أن يشعل مقتله فتيل حرب واسعة فى المنطقة، فمن جانبها حذرت موسكو من زيادة التوتر والتصعيد فى الشرق الأوسط، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن العملية جاءت بتوجيه من ترامب، فى الوقت الذى أعلنت ولاية نيويورك تشديد الاجراءات الأمنية خوفاً من عمل إرهابي مرتقب من قبل إيران، واتهم رموز ديمقراطيين بينهم جو بايدن المرشح لانتخابات الرئاسة، ترامب بـ"قصر النظر".
وفى إيران، كان المشهد مختلفا وعلت أصوات التهديد والوعيد والتعهد بالانتقام لمقتل جنرالها، وفى هذا السياق أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية اعتزامها القصاص من منفذى الهجوم، فيما قال رئيس لجنة الأمن القومى في البرلمان الإيرانى النائب مجتبى ذو النور ، أن هدف إيران في الرد على اغتيال الولايات المتحدة الأمريكية لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليمانى هو الانتقام وليس الحرب ، مؤكدا في مقابلة مع وكالة تسنيم ، رد إيران لن يكون نابع من المشاعر والاثارة، مؤكدا هدفنا الانتقام فقط ولا ننتوى شن حرب، ولن نكون أبدا البادئين بالحرب . ولم يختفى "حزب الله " كعادته اطل برأسه فى لبنان،ليعلن أنه ملتزم بالسير على نهج "سليماني".
فهل يتسبب مقتل سليمانى الذى فى إشعال فتيل حرب عالمية جديدة ؟! ..الأمر ستكشفه الأيام القليلة المقبلة.