نظم المتظاهرون اللبنانيون اليوم مسيرات جابت شوارع العاصمة بيروت، رافعين أعلام لبنان واللافتات ومرددين الشعارات المنددة بالفساد والقوى السياسية في البلاد، ومطالبين باستقلال القضاء وعدم خضوعه لأي تبعية أو ضغوط سياسية، قبل أن تتوقف المسيرات أمام مقر مجلس النواب بوسط العاصمة.
وجابت المسيرات ساحات التظاهر الرئيسية في وسط العاصمة (الشهداء ورياض الصلح) ثم انتقلت إلى عدد من المناطق لينضم إليها تباعا المواطنون، مؤكدين أن انتفاضتهم الشعبية مستمرة ولم تخمد، وأنهم لن يقبلوا بوضع القوى والأحزاب والتيارات السياسية أيديهم على مسار تشكيل الحكومة رغما عن إرادة الشعب.
واتهم المتظاهرون الطبقة السياسية في البلاد بـ"الفساد وإهدار المال العام" والعمل على تشكيل حكومة رغما عن إرادة المواطنين، مشددين على رفضهم لما اعتبروا محاولات ضرب الانتفاضة عبر إسقاطها في فخ النزاع الطائفي بين اللبنانيين.
كما ردد المتظاهرون شعارات مناوئة للسياسات التي تتبعها البنوك والقطاع المصرفي في البلاد، معتبرين أنها ساهمت بقدر كبير في الأزمة المالية والاقتصادية الحادة الراهنة.
وتجمع المتظاهرون في ختام المسيرات التي جابت الشوارع، أمام مقر المجلس النيابي من ناحية شارع بلدية بيروت من اتجاه ساحة الشهداء، مرددين الشعارات التي تؤكد تمسكهم بالمطلب الذي رفعته الانتفاضة بتشكيل حكومة من الاختصاصيين (تكنوقراط) المستقلين عن القوى والتيارات والأحزاب السياسية.
من ناحية أخرى، قطع متظاهرون الأوتوستراد الرئيسي بمنطقة زوق مصبح (شمالي العاصمة بيروت باتجاه محافظة جبل لبنان) باستخدام العوائق وعبر قيامهم بافتراش وسط الطريق، مرددين الهتافات الداعمة للانتفاضة المستمرة منذ أكثر من 80 يوما، وكذا عبارات مناهضة للطبقة السياسية في البلاد.
وقامت وحدات من الجيش اللبناني بالتدخل بأعداد كبيرة، وأجبرت المتظاهرين على الابتعاد عن الطريق، حيث قامت بحملهم واحد تلو الآخر وأعادت حركة السير إلى طبيعتها.