زار رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك، منطقة كاودا معقل المتمردين بجبال النوبة فى ولاية جنوب كردفان اليوم الخميس فى أول زيارة يقوم بها مسؤول كبير من الخرطوم منذ استئناف الاشتباكات بالمنطقة قبل أكثر من ثمانية أعوام.
وكاودا، التى تقع على بعد 90 كيلومترا شرقى كادقلى عاصمة جنوب كردفان، قاعدة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال وهى الجماعة الرئيسية التى تقاتل الحكومة فى ولايتى النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وكان عبد العزيز الحلو أحد قادة الحركة قد وجه الدعوة لحمدوك لزيارة كاودا خلال محادثات السلام مع فصائل متمردة أخرى استضافتها جوبا عاصمة جنوب السودان فى سبتمبر.
ونقل بيان لمكتب رئيس الوزراء عن حمدوك قوله "هذه فرصة عظيمة لأؤكد لأهلنا فى كاودا ولكافة السودانيين فى كل ركن من أركان بلادنا الحبيبة أن حكومتكم الانتقالية تسعى جاهدة لتحقيق السلام الشامل والعادل".
وأضاف أمام حشد تجمع لمقابلته لدى وصوله أن الحكومة "تُولى اهتماماً متعاظماً بجميع مناطق السودان، خاصة المناطق المتأثرة بالحرب والتى ظلّت مهمشة لعقود طويلة".
وكان حمدوك، الدبلوماسى السابق بالأمم المتحدة، قد تولى منصبه فى أغسطس وفقا لاتفاق بين الجيش والأطراف المدنية فى السودان بعد شهور من المظاهرات ضد قادة الجيش الذين استولوا على السلطة عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
ووقعت اشتباكات بين الحركة والحكومة السودانية فى عام 2011 قبل فترة وجيزة من انفصال جنوب السودان، ولا تزال جنوب كردفان والنيل الأزرق تتبعان السودان.
وقال سكان فى ذلك الحين إن القصف المتواصل من طائرات سودانية تسبب فى فرار عشرات الآلاف من المدنيين إلى الجبال.
وظلت حكومة البشير تقاتل المتمردين فى كردفان ودارفور والنيل الأزرق لعقود، والحركة الشعبية واحدة من أكبر الفصائل المسلحة بالسودان.