أكدت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، أن حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي يجب أن تزداد بنسبة تتجاوز الضعف بحلول عام 2030 ، لدفع عجلة تحول نظام الطاقة العالمي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإرساء الأسس اللازمة لضمان سلامة المناخ.
وذكر التقرير الذى تم استعراضه فى اجتماعات الجمعية العمومية العاشرة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة بأبوظبي، أنه مع تواصل انتشار تقنيات الطاقة المتجددة بالتوازي مع انخفاض تكاليفها، وأن تكاليف الطاقة الشمسية الكهروضوئية انخفضت بنسبة تقارب 90 ٪ خلال السنوات العشر الماضية، كما انخفضت أسعار توربينات الرياح البرية بمقدار النصف خلال الفترة نفسها.
و أشار التقرير بحلول نهاية هذا العقد قد تصل تكاليف الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وطاقة الرياح إلى مستويات منافسة للطاقة التقليدية ويمكنهما معا تغطية أكثر من ثلث احتياجات الطاقة العالمية، ويمكن لمصادر الطاقة المتجددة أن تصبح أداة حيوية لسد فجوة الوصول إلى الطاقة، وهذه واحدة من أهم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وتتنامى أهمية مصادر الطاقة المتجددة كحل رئيسي لتوسيع نطاق الوصول إلى الطاقة حيث باتت متاحة الآن لنحو 150 مليون شخص.
وأظهرت بيانات "آيرينا" أن 60 ٪ من حجم الطاقة الجديدة يمكن الوصول إليها عن طريق المصادر المتجددة خلال العقد المقبل ، وذلك عبر أنظمة قائمة بذاتها أو شبكات صغيرة توفر نحو نصف حجم الطاقة الجديدة تقريبا.
وطالب تقرير "آيرينا"، بمضاعفة الاستثمار السنوي في قطاع الطاقة المتجددة من حوالي 330 مليار دولار حاليا إلى ما يقارب 750 مليار دولار لتسريع مسار تبني الطاقة المتجددة بالوتيرة المطلوبة وأكدت ضرورة أن تشكل مصادر الطاقة المتجددة 57 في المائة من حجم الطاقة العالمية في نهاية العقد الجاري بالمقارنة مع 26 في المائة حاليا.
وتحت عنوان "10 سنوات: المضي قدما في العمل" أوضح التقرير ،أنه بالإمكان تلبية الكثير من هذه الاستثمارات عبر إعادة توجيه الاستثمارات المخطط لها في قطاع الوقود الأحفوري والتي تصل قيمتها إلى نحو 10 تريليونات دولار بحلول عام 2030.
و قال فرانشيسكو لا كاميرا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" : " دخلنا عقد الطاقة المتجددة حيث سيتسارع مسار تحول نظام الطاقة العالمي بوتيرة غير مسبوقة ، ولضمان حدوث ذلك علينا وضع السياسات التمكينية اللازمة بالسرعة القصوى، وزيادة استثمارات الطاقة المتجددة بدرجة كبيرة خلال السنوات العشر المقبلة، فالطاقة المتجددة هي مفتاح التنمية المستدامة، وينبغي التركيز عليها في الخطط الاقتصادية لجميع دول العالم".
و أضاف ،أن حلول الطاقة المتجددة متاحة بتكلفة معقولة ،و يمكن نشرها على نطاق واسع وللمضي قدما نحو مستقبل منخفض الكربون ستعمل "آيرينا" على تعزيز تبادل المعرفة، وتشجيع الشراكات والتعاون مع جميع أصحاب المصلحة، بدءا من قادة شركات القطاع الخاص وانتهاء بصناع السياسات ، لحفز العمل على أرض الواقع.
و هذه الاستثمارات الإضافية ينتطر ان تحقق فورات كبيرة في التكاليف الخارجية بما في ذلك الحد من الخسائر الناجمة عن تغير المناخ نتيجة التقاعس عن العمل، وقد تتراوح هذه الوفورات بين 1.6 و 3.7 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2030 أي ما بين ثلاثة و سبعة أضعاف تكاليف الاستثمار في تحول نظام الطاقة العالمي.